يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 30-أغسطس-2012
شبكة أخبار الجنوب - امين الوائلي امين الوائلي - شبكة اخبار الجنوب -
.. الرئيس التوافقي عبدربه منصور يظهر الحزم في مواطن اللين واللين في مواطن الحزم. كثيرا يتحدث بحزم عن التأييد الدولي والخارجي للتسوية في معرض التلويح بالعصا وكأنه يستقوي على الرئاسة بشرعية من خارج الحدود, ويستقوي أمام مروسيه باستعراض مقدرته على أن يكون صارما وحازما ولو بإطلاق التهديدات وتطيير الرسائل الخاصة يمنة ويسرة..

.. وكأن فخامة الرئيس يجرب أساليب الحرب النفسية نزولا عند نصائح وتوصيات مجموعة من الخبراء الجامعيين والكتبة الذين انتدبوا مؤخرا لتقييم أداء الرئيس خلال 6 أشهر ووضع قائمة توصيات لتحسين الصورة و"غزو عقول المواطنين" الذين افتقدوا الرئيس كثيرا وفقدوا الثقة إلا قليلا..
(2)
.. الفعاليات والمناسبات الرسمية الثلاث التي تعاقب عليها الرئيس هادي خلال ثلاثة أيام متتالية جاءت إعمالا لتوصيات خبراء الغفلة الذين نصحوا الرئيس بالحضور الإعلامي بشكل يومي والتحدث باستمرار لاستيطان عقل الرأي العام... واشياء أخرى سأجملها في مقالة لاحقة..

.. الغريب أن الخبراء لم يوصوا الرئيس بالتوقف عن إطلاق التهديدات العائمة ولا بالتوقف عن الاستشهاد والاستقواء بالتأييد الأجنبي, فالمواطنين الذين انتخبوا هادي كمرشح توافقي لن يروق لهم هذا الأمر وهم يرون رئيسهم يشرعن للتدخل الخارجي بطريقة أو بأخرى بدلا من الاعتماد على شرعية الإجماع التوافقي الوطني.
(3)
.. عندما يشدد السيد الرئيس على "المضي في تطبيق وتنفيذ المبادرة الخليجية ومعاقبة من يعيقها", فإنه لا يحتاج في هذا الصدد إلى خطابات كلامية عالية النبرة وشبه يومية, بل إلى أن يفعل ما يجب ويبدأ من المطلب الأول في المبادرة والآلية "توحيد الجيش وإنهاء الانقسام" والذي عطله وتجاوزه الرئيس عامدا وخاض في قرارات وإجراءات تطال المؤسسة العسكرية بشكل مباشر وفي العمق مع كونها من مهام وأعمال المرحلة الثالثة من برنامج الهيكلة وليس الأولى.

.. في المقابل المهمة الأولى والهدف الأول في المبادرة والآلية داس عليه الرئيس وخبراؤه, وحتى اليوم وهو يتعمد تعطيل غاية ومطلب توحيد الجيش وإنهاء الانشقاق والتمرد العلني المستمر منذ عام ونصف. ما يضعف صورة ورصيد هادي عند المواطنين ليس ندرة خطاباته الصارمة والمرتجلة, كما سمعت من أحد أولئك الخبراء المتحذلقين, بل كثرة كلامه وحديثه عن الاتفاق والالتزام وقداسة التسوية وتنفيذ بنودها.... وانعدام التطبيق والتجسيد العملي من جهته أولا..... فما ذا يعني أن يكون هناك جيشان وقائدان وأمنان في دولة تقاسمها علي محسن ومنصور هادي؟
(4)
.. لماذا جميع قرارات هادي عسكرية الطابع والمضمون, وتحاشت الانقسام العسكري وتوحيد الجيش, بينما قفزت إلى الإجراءات الأخيرة من برنامج الهيكلة ولا يحق للرئيس أن يفعل هذا طالما وشرعيته توافقية بمرجعية التسوية وملزم بها حرفيا؟ فضلا عن أن القرارات والإجراءات بدت انتقائية وانتقامية وتنفذ رغبة وضغوطات وإملاءات الطرف الذي يرأس الحكومة ويمارس المعارضة الابتزازية في الوقت عينه. باسندوة هدد بالحسم الثوري لإسقاط النظام والحكومة التي يرأسها ويملك حلفاؤه نصف مقاعدها!!!

.. هادي وفريقه لم يجدوا في كلام ومنطق خطير وعبثي كهذا ما يهدد التسوية ويتمرد عليها.. وبالعكس حصل باسندوة وفريقه وحلفاؤه على مزيد من الترضيات والتنازلات والقرارات التصفوية العليا باتجاه الهدف السهل والضحية المفضلة, وزاد الرئيس مؤخرا أن أخذ بوصايا الخبراء فراح يكثر من التهديدات والتحذيرات الموجهة والمكشوفة ويستقوي كثيرا بدعم الخارج لشخصه.... متناسيا أن اليمنيين طوال تأريخهم لا يدينون بالولاء قسرا ولا يسوسهم سوط الأجنبي.
(5)
.. من واجبنا أن ننصح الرئيس بمراجعة مضامين ومواد خطاباته وأحاديثه وأن يلا يذهب بعيدا في تجاهل وشطب معنويات ومشاعر وعواطف وقناعات نصف الشعب على الأقل لحساب مراضاة وممالئة حزب الإصلاح وعلي محسن وأولاد الأحمر ومراكز القوى السرطانية الأخرى, وكأن الرئيس التوافقي يحتاج فقط إلى التحالف مع هؤلاء والتضحية بالجميع!!!

.. لا يمكن القبول بمنطق الحسم والتصفية الثورية بالترافق مع منطق الوفاق والتوافق والتسوية. هادي يفعل الأمرين معا.... وهذا خطأ جسيم ولا يجوز منافقته فيه بل من حقه علينا أن نراجعه ونطالبه بروح الوفاق وأن يكون شوكة ميزان لا مرجحا لإحدى كفتيها. في نهاية المطاف ليس عسيرا, مثلا, أن يجد نصف اليمنيين أنفسهم مصظرين للخروج إلى الشوارع والساحات رفضا للضيم والتصفية والاستئصال والتجاهل والشطب وعندها لن تقف في وجه الإرادة الشعبية قوة الخارج وتأييده ولا تنطع وتعنت الإصلاح ومجلس باسندوة الوطني ولا حتى مجلس علي محسن العسكري المسكوت عنه من قبل الرئيس التوافقي الحريص على التسوية والمبادرة!!

(6)
.. أكذب الكذب وأخدع الخديعة أن لايقال هذا الكلام الآن لعبدربه منصور هادي الرئيس التوافقي. مصير البلد معلق في رقبته وهو المسئول الأول عن اليمن واليمنيين وأحوج ما يكون إلى استتباب الثقة والإجماع الوطني, وهذا لن يدوم له طويلا إذا بقي حريصا على تسجيل الأهداف بأية طريقة كانت في مرمى المؤتمر الشعبي وأنصاره وحلفائه ومؤيديه... ونصف الملعب الآخر يتلقى المكاسب والتهاني ويواصل التحريض وممارسة الضغوط والابتزاز واستخلاص المزيد من القرارات والإجراءات الانتقامية باسم الثورة وبيد رئيس التوافق والتسوية السياسية...
(7)
.. لا أتوقع من الرئيس هادي أن يقرأ جدول أعماله من دفتر نصر طه مصطفى, مثلا, والذي يدعو هادي إلى اكتساح الملعب وجرف "من تبقى من مؤيدي الرئيس السابق والمؤتمر" لضمان التخلص من ثورة مضادة في المستقبل تهدد الثورة التي ينظر لها مصطفى بحماسة كما لو لم تصله أخبار التسوية السياسية والرئاسة التوافقية؟؟!!

.. نصر طه , لا يصلح ناصحا ولا مستشارا لرئيس اليمن مع بقاء صلاحيته الاستشارية لرئيس الإصلاح وقائد الفرقة الأولى. وإذا كان هادي سيسمع منه فلكي يخالفه وفعل عكس ما يقول فالخير كل الخير ثمّة. وبقي أن هادي على الخيار, فإما أن يجتاح الملعب ويشرد بالمؤتمريين والمؤتمر ويخمد نار مؤيدي علي عبدالله صالح والشعبي العام كما ينصح الإخواني نصر طه, وإما أن يكون هادي هو الرئيس التوافقي الذي أودع اليمنيون لديه وفي رقبته أمانة النأي باليمن عن السيناريو الليبي والمحرقة السورية؟ شخصيا أعتقد أن هادي أدهى وأذكى من أن تنطلي عليه مكيدة ناصح كاشح, والأمور بخواتيمها.
ameenone101@gmail.com

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
عمار صنعاء (ضيف)
01-09-2012
أستاذ أمين الوائلي .. مقالة رائعة وصادقة ولك كل الشكر والتقدير وأسأل الله تعالى أن يحفظك لقول كلمة الحق وأن يديم عليك الصحة والعافية. ولي ملاحظة بسيطة إلا وهي جملتك الأخيرة (أعتقد أن هادي أدهى وأذكى ...) وأعتقد أنها عبارة غير موفقة أو بالأصح تحليل في غير محله ويتناقض نوعاً ما مع ما كتبته في كل المقال. خلاصة الموضوع أنك فعلاً تطرقت إلى مواضيع يتجاهلها الكثير عمداً تخوفاً من الإنتقاد وأنت جميع مقالاتك أرى فيها الشجاعة والحقيقة التي تغضب البعض ولكن تسعد الكثير.



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)