كشفت مصادر موثوقة  تفاصيل لقاء عقد الليلة الماضية بين اللواء (المنشق) علي محسن الأحمر وعدد من قيادات الإخوان المسلمين في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح) لمناقشة مستقبل الجنرال العجوز بعد عام من إعلانه الانشقاق عن المؤسسة العسكرية ونشر عرباته المسلحة في الأحياء السكنية المحيطة بساحة الاعتصام ، وفي ظل تصاعد موجة الاحتجاجات مؤخرا بين أفراد الفرقة الأولى (مدرع) المطالبة برحيله ونصب المحتجين من أفراد الفرقة خيامهم على مقربة من منزل الرئيس عبدربه منصور هادي حتى تنفيذ تلك المطالب.

وفي الاجتماع الذي حضره (بحسب المصادر) رجل الدين  عبدالمجيد الزنداني والأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي قدمت تقارير ذات طابع (سري) عكف على إعدادها الجهاز الأمني الخاص بـ(تنظيم الإخوان) وتكشف عن تنامي حالة التبرم والاحتقان بين عناصر الفرقة وأفرادها (الأساسيين) وتصاعد موجة الاحتجاجات وبروزها إعلاميا وتبعات ذلك بالإضافة إلى تحذيرات ضمنت في التقرير من موجة مصادمات عنيفة بين (القوات النظامية) التي ما زالت متواجدة داخل الفرقة والعناصر التي تم ضمها مؤخرا والمحسوبة على تنظيم الإخوان وجامعة الإيمان وهي المصادمات التي قد تخرج عن السيطرة حال اندلاعها ، وكذا الاحتمالات القائمة عن مصادمات داخل ساحة الاعتصام (القريبة من مقر الفرقة) والمحاذير المترتبة على تدخل الفرقة بشكل علني لجانب (اللجان الأمنية) للساحة والمشكلة من تنظيم الإخوان المسلمين .

المصادر أضافت: إن التقرير الذي طرح للنقاش خلص إلى أن هذه الأحداث والتطورات مصحوبة بضغوط سياسية وشعبية وترتيبات خارجية قد تدفع القيادة السياسية لإصدار قرار بإقالة اللواء (المنشق) علي محسن من قيادة المنطقة الشمالية والفرقة في أي لحظة ، وأن الإصلاح لن يستطيع تقديم أي شيء للواء كونه مرتبط بتسوية سياسية يتم تنفيذها بإشراف أممي وإقليمي ولكونه صار جزء من الحكومة والتوافق الوطني ، كما أن أي تحركات قد يقوم بها اللواء (المنشق) لن تسعفه للتملص من القرار أو رفضه وهامش المناورة سيكون معدوما بالنسبة له.

ويخلص التقرير : إلى أن اللواء علي محسن قد يكون ضحية أي تصعيد قادم في الساحة أو أي تطورات داخل معسكر الفرقة وأن موضوع إقالته بات محسوما بكل الحالات بل مسألة وقت خصوصا حال الاتجاه عمليا في تنفيذ برنامج إعادة هيكلة القوات المسلحة التي ستحيل ملف القائد (المنشق) لدائرة شئون الضباط مع عدد من القيادات العسكرية لاتخاذ إجراءات التقاعد بعد بلوغها السن القانوني .

وينصح (التقرير الإخواني) بوضع ملف إقالة علي محسن على طاولة البحث والتفاوض واستباق قرار الإقالة بعرض من اللواء المنشق بالاستقالة "بشكل طوعي" مقابل انتزاع مكاسب ضمن حسابات التوازنات وميزان القوى داخل المؤسسة العسكرية وكي لا يبدو قرار الإقالة وكأنه تم مجانا بدون مقابل ولا مهينا للواء المنشق الذي كان يعد نفسه لرئاسة اليمن .

وبحسب المصادر: فقد تم الاتفاق في نهاية الاجتماع بين القيادات الإخوانية واللواء (المنشق) على أن يتوجه قائد الفرقة بخطاب في اليومين القادمين عبر قناة الجزيرة (القطرية) ليطرح مبادرة بالاستقالة من قيادة المنطقة الشمالية والفرقة الأولى "مدرع" وترك العمل في السلك العسكري في مقابل استقالة اللواء ركن طيار محمد صالح الأحمر _ قائد القوات الجوية والدفاع الجوي ، وبما من شأنه رفع مخيمي الاعتصام التابعين للفرقة والقوات الجوية ووضع تسوية مقبولة ومخرج للاحتجاجات التي ينظمها منتسبين للفصيلين العسكريين .

وفي سياق متصل نقلت صحيفة (الإتحاد الإماراتية) اليوم عن مصدر عسكري في “الفرقة الأولى مدرع”، قوله إن المئات من الجنود “هتفوا ارحل عندما مر اللواء علي محسن الأحمر من أمامهم” خلال تدريباتهم الصباحية الاعتيادية، حسب قوله، مشيرا إلى أن الأحمر، الذي كان على متن سيارة “تجاهل هتافات الجنود” قبل أن “يغادر سريعا” ساحة التدريب.
واتهم المصدر قيادة “الفرقة الأولى مدرع” بالوقوف وراء الانفجار الذي سُمع دويه الليلة قبل الماضية في محيط المعسكر المتربع على هضبة كبيرة شمال غرب العاصمة صنعاء ، وقال:”سبب الانفجار عبوة ناسفة كبيرة .. تم تفجيرها داخل المعسكر لرفع حالة التأهب لدى الجنود المكلفين بحماية محيط المعسكر” .