الإثنين, 23-يناير-2012
شبكة أخبار الجنوب - عوض العسلي  عوض العسلي - شبكة اخبار الجنوب -

"زمان الصمت...
يا عمر الحزن والشكوى
يا خطوة.. ما غدت تقوى
على الخطوة.. على هم السنين"


رحم الله المبدع طلال مداح الذي يأخذك بصوته العذب في رائعته (زمان الصمت) -التي نقش كلماتها في وجداننا الأمير المبدع بدر بن عبد المحسن- إلى عالم لا تسمع فيه سواه، تنسى فيه من حولك، وتسبح في بحر من الشجن لا يخرجك منه إلا تذكر الواقع الأليم الذي نعيشه.


فضلت في الشهور الماضية الصمت على الكلام، والتأمل على التحليل، والترقب على التسرع، متأملاً أن تنتهي هذه (الأزمة) على خير، ولا أرى لذلك سبيلاً في الأيام القادمة!


إن الشهور الماضية كانت فعلاً (زمان الصمت)، فلم يكن هناك ما يقال، فحين تتحدث المدافع يسكت القلم، وحين تختنق بعبراتك يعجز لسانك عن النطق، وحين ترى الحاضر والماضي يدمران يعجز عقلك عن التفكير في المستقبل.
مضى (زمان الصمت) الكئيب، وحل فينا (زمان الكلام) بثوبه القشيب، فأمسكت بقلمي أحثه على الكتابة فأحرن ورفض، ترجيته فأبى، هددته فعصى، رشوته فعلاه السرور والرضا، فأدركت أنه قلم فاسد، فاستبدلته بغيره فكان أكثر منه فساداً فأدركت أنه (قلم ثوري).


ليس الغرض من (التغيير) الاستبدال، بل الاستبدال بالأفضل، فمع بدء ما يسمى بـ(ثورة المؤسسات)، اختلط الحابل بالنابل، وصار التغيير هدفاً في حد ذاته، وخرجت المطالب المشروعة عن مسارها، ومات جنين التغيير قبل أن يولد، فالبلد ماضية في الطريق الرئيسي للتغيير عبر الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير، والخروج عن هذا الطريق الرئيسي إلى طرق التغيير الفرعية يؤخر الوصول إلى الهدف، ويشتت صفوف السائرين على هذا الطريق.


إن اليمن قادم على مصير مجهول، يحدد نوعه أبناؤه، إما أن يكون يمن الغد يمناً مشرقاً تسوده العدالة والمساواة، أو أن يكون يمناً مدمراً يحكمه تجار الحروب، إما أن يكون يمناً لأبنائه، أو أن يكون يمناً لقوى النفوذ، إما أن يكون يمناً نعيش فيه، أو أن يكون يمناً يعيش فينا ذكرى مصيرها إلى الزوال.


نحن من نختار من نريد أن نكون، صفحة المستقبل بيضاء وفي يدنا القلم، لن نسمح لهم أن يجردونا من أقلامنا، أو نسمح لهم أن يمزقوا صفحة المستقبل البيضاء، سنكتبها بالحبر، فإن منعونا كتبناه بدمائنا، لنصنع معاً مستقبلاً لأبنائنا، لنقف جميعاً ضد خفافيش الظلام، لنصنع من أجسامنا سوراً يحمي أمنا اليمن من الأذى.


المستقبل أمامنا فلنترك الماضي وراء ظهورنا، دعونا ننسَ الأحقاد والضغائن، ونفكر فقط في الغد، الغد الذي نصنعه لا الذي يفرض علينا، ودعنا (زمان الصمت) لنستقبل زماناً جديداً سنعمل جميعاً لنجعله (زمان الكلمة الحرة) التي لا هدف من ورائها إلا مصلحة اليمن، واليمن فقط.
 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 02:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=9401