الإثنين, 28-نوفمبر-2011
شبكة أخبار الجنوب - زعفران زعفران المهنا - شبكة اخبار الجنوب -

وقفت بنا الحياة  على سفح جبال عيبان ونقم نظرنا هنا وهناك.. فإذا بمدينة غريبة الشكل كئيبة ،تجثم على صدرها بعض المساجد التي تحوم حولها الأرواح التي أقامتها باليقين وهدمتها بالشك ونكران الذات ،ومدارس مهجورة الأفكار سرقتها لصوص الجهل والظلام، وأبراج اتصال أقامتها باسم التجارة وهدمتها باسم التسول في كل مكان، ونوادي رياضية وشباب أنارها العقل وأظلمها الجهل والفتن ،وخيام ،خيام ،خيام... وليل قاتم أخفى جمال الحياة و كائنات هائلة هبت من مرابضها وقاتلت الإنسان الشريف الضعيف ونثرت ماجمعه بالتأني... زلزال عنيف حبلت به صغائر نفوسهم فتمخضت الخراب والدمار...
 كل ذلك يجري على سفح عيبان ونقم والنفس حزينة ناضرة من بعيد بين التأمل والتألم ، تأمل كيف تحد من شراهة القوى الغير عاقلة ،وتتألم من الأمهات الباكيات والأطفال العابرين... تتأمل طيش الأخر واستهتاره، وتتألم على الذين رقدوا مستأمنين في منازلهم فأصبحوا ..اليوم واقفين عن بعد يرثون مدينتهم والحيرة تقتلهم.
 أليس هؤلاء هم من منحناهم الجزء الأكبر من لقمتنا باسم المدنية والحداثة والمستقبل الأفضل... تنازلنا لهم عن مكانتنا في القمة وعند أول إضاءة حمراء لمصالحهم ...... يسحقون ويسحقون ..
وفي قمة انهماكنا في إعادة الثقة بيننا وبينهم يحكموا علينا بالإعدام وينفذون أبشع صور الإعدام بين جبل النهدين عقاباَ لنا لأننا اتخذنا منك وطنا وليس "قداسة، وتبعية" كما يريدون اتخذنا منك وطنا نذهب ونجيء نتنفس ونفكر ونتكلم ونعترض ونشجب ونغير.
 لذا قرروا أن يطعمونا مرارة الغربة حين تغييب إيمانا منهم بأن طول  غيابك سيخلق فينا الرعب الذي فقدت شعاراتهم أن تصيبنا مراهنين على ضعاف النفوس والفاسدين من حولك أن يقضوا على ماتبقى لنا من وطن كما كانوا يحلمون .
 
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح
لأنكر بأنهم مارسوا علينا جريمة الأحلام بأبشع صورها ونحن يقينا واجهنهم بإيمان بأن وعودهم لن تصدق أبدا... بثينا الدفء في أرواحنا وقبلنا قلوبنا ،وجباهنا اعتذرنا لأنفسنا عن كل تصرف لم يكن لائق لا بها ولا بوطننا بألم لايعادله ألم سوى ألم الانسلاخ من الجلد الملتصق بلحومنا .
فمنذ أن فتحنا أعيننا ونحن نراك ومازلت
تصفح بلا حدود ..ونحن نثق بلا حدود..
وأنت تصفح بلا حدود..ونحن  نصدق بلا حدود ..
وأنت تصفح بلا حدود ..ونحن نترفع بلا حدود..
وأنت تصفح بلا حدود.. ونحن نحتمل مالا يحتمل بلا حدود...
 ونوافذنا مفتوحة لرياح خذلانهم، وأبوابنا مفتوحة لهم ولغرسهم الفاسد من حولك، فما من شخص  منهم أثبت لنا أنه يستحق، وما من شخص ترك لنا ذكرى طيبة تجعلنا نتذكره ونتبسم، وما من شخص جعلنا حين ننظر إلى الوراء نتجنب الندم منهم .
 
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح
لقد آن الأوان أن ...تزيل غبارهم عن أجسادنا وأن نمنحهم أحجامهم الحقيقية بعد أن... سكبناهم في قوالب لاتتناسب مع حقيقة أحجامهم
أن الأوان أن... نرتب كل المساحات
آن الأوان أن... نعد جنازة بكل تفاصيلهم التي لم نعد نرغب في الاحتفاظ بها
أن لأوان أن... نقول لكل فاسد حولك أورثتونا الوهن والتعب فلا تستحقوا أن تستمروا معنا
فمسلسل... الغباء لابد أن ينتهي
ومسلسل ...عض اليد لابد أن ينتهي
ومسلسل... طعن الظهر لابد أن ينتهي
وخاصة بعد أن صنعت يافخامةالرئيس علي عبد الله صالح من حروف قلمك وأنت توقع على المبادرة الخليجية جيشا من الوفاء لشعبك الذي حوصر مابين الفاسدين والمتآمرين، وبنيت من كلمتك درسا ذابت أمامه كل الكتب التي درسناها في الجامعات التي بنيت في الزمن الذي أنت تعلمت فيه على مقعد الحياة... فأهديتنا كتاباَ معمداَ بالدم فيه صك الحكمة والعقل ..
وفوق ذلك تطلب منا أن نفتح لهم الأبواب من جديد...
 وأن نحسن استقبالهم من جديد..
 وأن نبتهج لعودتهم من جديد ..
وأن ننسى كل العذاب الذي عايشناه معك وكل الدموع التي سفكناها عند غيابك، بعد أن لقنتهم درسا بأن وجودنا لم يعد بحاجة إلى وجودهم ، وان قلوبنا لم تعد تتسع لهم، وأن نصفنا الآخر لم يعد يشبههم، وأن صلاحيتهم قد انتهت.
 وأنت توقع بقلمك صك تخبطهم ليعودوا ويتخبطوا كما تخبطنا ،ويطرقون أبواب الفاسدين المحاصرين اليوم كما حاصرونا بالأمس ضناَ منهم بأننا لن نصل إليك وأنك لن تصل إلينا فقد علمتهم أن ثمن الاحتفاظ بك هو نفس ثمن الاحتفاظ بنا وهو باهظ جدا... وعلمتهم بأن الضربة التي لاتقتل تشد الظهر... وعلمتهم أن الطير بأجنحة الريش أمنية لاتتحقق لخائن مخدوع .
 
فخامة الرئيس علي عبد الله صالح
 
دق الجرس .... وانتهى الدرس ..... وحان وقت العمل  


 


زعفران علي  المهنأ         


رئيس مركز انماء الشرق للتنمية الانسانية


 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 10:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=8850