الأربعاء, 02-نوفمبر-2011
شبكة أخبار الجنوب - احمدالشريفي احمدالشريفي - شبكة اخبار الجنوب -

بعد عشرة أشهر من الأحداث الساخنة والمظاهرات الصاخبة التي عمت معظم
الأقطار العربية بدأت الآن تنكشف وبوضوح مغاز ما يجري وبات الجميع يدرك
بأن ما حدث ويحدث هو "الربيع الإخواني" وليس "العربي" كما أطلق عليه
الساسة الغربيون، وبدأ فعلياً عهد الشرق الأوسط الجديد وتنفيذ نظرية
"الفوضى الخلاقة (الهدامه)" التي بشرت بها كوندا ليزرا يس وزيرة الخارجية
الأمريكية في حكومة بوش المخلوعة.


وبدأت تباشير العهد الإخواني تلوح في الأفق بفوز حزب النهضة الإسلامي
(الإخواني) في تونس بمباركة غربية التي اختارت (الإخوان) كأداة لتنفيذ
العهد الفوضوي أو ما يطلقون عليه عهد الفوضى الخلاقة.


فلقد كان إخوان تونس أول من أطاح بالنظام القائم هناك واليوم هم أول من
يجني ثمار (الربيع الإخواني) في انتظار بقية الأقطار كي يكتمل تنفيذ
المشروع في إقامة الخلافة الإسلامية حد زعمهم.


وكل المؤشرات السياسية وربما الفلكية تنبئ بنجاح الإخوان المسلمين في
الوصول إلى سدة الحكم في كل الأقطار التي شهدت "الربيع الإخواني" عدى
اليمن وذلك لاعتبارات عديدة أهمها:-


  1. الإخوان المسلمين في اليمن يعملون تحت الشمس بشكل علني كما أنهم
شاركوا في الحكم في منتصف التسعينات، فهم مجربين والشعب اليمني لمس
أدائهم ومشروعهم الرجعي والتعصبي، فبات الشعب يؤمن بكل الأحزاب
والتنظيمات السياسية إلا الإخوان أي أنهم منبوذين من الشعب، بينما جماعة
الإخوان المسلمين في الأقطار التي شملتها الإنتفاضة الإخوانية يعملون في
السر وهم في قائمة المحظورين لدى الأنظمة، وهو ما يكسبهم تعاطف من جهة
ويعطيهم فرصة لخداع الشعب فليسوا مجربين حتى يعرف الناس مدى خطورتهم وما
هي مشاريعهم الحقيقة وتوجهاتهم العملية.
  2. كل الأقطار العربية يتواجد فيها إخوان مسلمين حتى وإن كانوا
محظورين إلا أنهم فعلياً يمتلكون المرتبة الثانية من الشعبية الجماهيرية
بعد الأحزاب الحاكمة، والإطاحة بالأنظمة واجتثاث الحزب الحاكم فيها
يعطيهم فرصة للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات، كتحصيل حاصل بعد سقوط
النظام.


وهذه الميزة غير متوفرة في اليمن حيث سيبقى الحزب الحاكم حتى وإن استقال
الرئيس وسيخوض الانتخابات وبذلك قد تكون فرص وصول الإخوان إلى الحكم في
اليمن ضئيلة، فالمحصلة النهائية بالنسبة للإخوان في اليمن لن تكون
إيجابية نظراً لما سبق من مسببات تقف دون وصولهم إلى الحكم (بقاء الحزب
الحاكم من جهة ولأنهم مجربين وممقوتين من جهة أخرى).


بقي هناك تنويه إلى أن الإخوان المسلمين بعد حصولهم على الفوز في تونس أو
في حال وصولهم إلى السلطة في مصر أو ليبيا أو في سوريا أو غيرها لن
يستمروا أكثر من دورة إلى دورتين انتخابية فسينفضح أمرهم وتظهر عوراتهم
السياسية ونواياهم السلطوية والفاشيه وسيمقتهم الشعب ويلفظهم في تلك
الأقطار كما سبق أن مقتهم في اليمن وسيشهد العالم العربي (الخريف
الإخواني) يتساقطون فيه وتلحقهم لعنات كل من تم التغرير عليهم بمفهوم
(الخلافة الإسلامية).

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 01:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=8575