الأربعاء, 14-سبتمبر-2011
شبكة أخبار الجنوب - اراءحرة فايز الهاملي - شبكة اخبار الجنوب -
الرفض الذي أعلنه عن أحزاب المشترك ناطقها الرسمي محمد قحطان ، للحوار
وفقا للتفويض الرئاسي إلى النائب حول آلية المبادرة الخليجية ، لا يمكن
فهمه بأكثر من كونه رفضا لأي منطق يقود الى إخراج البلاد من أزمتها
الراهنة ، وآيا كانت المبررات التي سوف تطرحها أحزاب المشترك لهذا الرفض
، فإنها في حقيقة الأمر ترفض الحل السلمي الذي ما فتأت تنادي به كشعار في
ساحات ما تسمى بالتغيير والحرية .
ليس من الحصافة السياسية ان يجري على لسان قحطان وصف التفويض الرئاسي
بالهراء ، وان يقفز دفعة واحدة ليرى الحوار وفقا لها مضيعة للوقت وبالونة
من بالونات النظام حسب توصيفه .
إن المشترك بهكذا عقلية يؤكد مجددا إصراره على إن البديل للحوار هو
الفوضى والحرب ، وإلا ما الذي يزعجه الآن في مبادرة سبق الحاكم في
التوقيع على بنودها ، وأراد كما يحلو لكثير من قيادته ، ان يضع النظام
أمام الأشقاء في صورة القابض على الزناد والرغبة في تفجير الأوضاع .
الآن ، لا يتعامل المشترك مع المبادرة بتلك الخفة التي تعامل معها في وقت
سابق ، هو يتمترس وراء جزئية توقيع شخص الرئيس على المبادرة ، ثم الحوار
، وهل يعني قرار تفويض الرئيس إلى النائب غير هذا ؟
الرئيس فوض نائبه بصلاحياته لإجراء حوار حول المبادرة ذاتها ، وهو ما لا
يجعل من شرط توقيع الرئيس منطقيا ومعقولا ، فما الذي يريده المشترك
بالضبط ؟
المناضل عبده ربه هادي شخصية وطنية وشخص إجماع  ، وفي قدرته ان يقود
الحوار وان يقوم بما يقتضي ان يقوم به الرئيس ، ثم إن هناك رعاية إقليمية
ودولية سترافق سير الحوار والاتفاقات حول آلية تنفيذ المبادرة ، لماذا كل
هذا التعنت والإصرار المسبق على التأزيم ، والتحشيد باتجاه العنف والخراب
والاقتتال ؟
وسيفهم الكثيرون الآن ممن لا يزالون يناصرون هذه الأحزاب ويستمرئون
إغراءاتها  ، أن دبابير الشر لا تعيش إلا في حواضن المعارضة وأحزابها ،
وان التعنت خلف ترهات ومبررات واهية ومكشوفة ومفضوحة ، لم يعد قابلا
للتعاطف معه والسير خلفه .
انه بالأمر المؤسف ، التفكير إلى هذه اللحظة برغم قساوة ما يمر به
اليمنيون ، بمزيد من العناء والتعب ، والخوض في مقامرات على حساب استقرار
وسلامة اليمن واليمنيين ، وان يصير الحوار في نظر من يدعون أهليتهم
للحوار هو المشكلة وهو العائق أمام  أن يتنفس الوطن من جديد عافيته
واستقراره .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 11:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=7966