الجمعة, 22-يوليو-2011
شبكة أخبار الجنوب - احمد غيلان احمدغيلان - شبكة اخبار الجنوب -
لم يبق للذين جربوا العنف و الفوضى و الطيش و المكايدات و المغالطات إلاَّ أن يعودوا إلى رشدهم و يجربوا لحظة صدق مع أنفسهم أولاً و مع الشعب ثانياً ،  وسيجدوا – لو أنهم فعلوا ذلك – ان الحوار وحده يمكن أن يكون المخرج المناسب و الوحيد للوطن و الشعب من هذه الأزمة التي افتعلوها و حشدوا أسبابها و أججوا صخبها وأوصلوها الذروة التي هي عليها الآن..
و إذا كان الحوار ( وهو قيمة إنسانية و حضارية و دينية و أخلاقية ) سيتيح الفرصة للعقلاء و الصادقين لإيجاد حلول لما اختلف عليه القوم ، و بطرق تسمح بعودة الهدوء و الاستقرار و السكينة إلى حياة الناس ، فإنه سيشكل فرصة – كذلك – لمن راهنوا على خيارات الفوضى ليعودوا إلى ساحة اللعب الساسي النظيف و المشروع ، و تطهروا من أدران التطرف التي لوثت ضمائرهم و عقولهم قبل تاريخهم و صورهم ..
كما أن العودة إلى طاولة الحوار ستخفف من حدة سخط الشعب اليمني على أولئك الذين حشدوا و احتشدوا إلى ساحات الفوضى بلا دراية أنهم يسيرون في طريق وعر حدده و رسم معالمه و يتبناه أناس باعوا أنفسهم للشيطان قبل أن يبيعوا مصالح الوطن و أمنه و استقراره و سكينته وكرامة وقيم وشيم أبنائه  وكل مقومات ازدهاره في الحاضر و المستقبل ..
و إذا كانت المغامرات التي جربها الطامحون في الوصول إلى السلطة  - منفردين او متضامنين مع غيرهم - قد أوصلتهم إلى مرحلة اللاَّ عودة .. وكلفتهم السير - و تسيير مؤيديهم -  في طريق ( يا روح ما بعدك روح ) ، فإن دعوة رئيس الجمهورية للعودة إلى طاولة الحوار تمثل فرصة ذهبية لمن يحمل مشروعاً سياسياً و طموحاً مشروعا وفكرة ناضجة صادقة قابلة للتحقق ، بل و فرصة لمن تهوَّر و غامر و قامر ليجد لنفسه مكاناً و مكانة في الحياة السياسية التي فرزت الأزمة مكوناتها فرزاً مخيفاً تداخلت فيه الأحداث و المؤشرات بشكل خلط الأوراق وغيَّب أصحاب المطالب المشروعة و النقية في التغيير تحت غبار و أدخنة مثيري الزوابع و مشعلي الحرائق ..
و صحيح أن دعوة رئيس الجمهورية للحوار الصادق و الجاد و المسئول هي تكرار لدعواته السابقة التي قوبلت بالصد و التزمت و الغرور و العنجهية من قبل بعض المغامرين السياسيين ، ورغم ما طال الرئيس من أذى و تآمر و عدوان ، و رغم ما طال اليمن و اليمنيين من متاعب و معاناة ، و رغم ما كشفته الأيام الماضية من نزعات إجرامية لدى البعض لا علاقة لها بالمشروع السياسي المدني ، لكن إصرار الرئيس على الدعوة للحوار تمثل قمة الثبات على المبدأ الإنساني و الوطني النبيل الذي اعتمده علي عبد الله صالح منهجا و سلوكا في حكمه للبلد منذ 33 سنة ، وهو منهج أثبت التاريخ و أكدت التجارب التي شهدها اليمن أنه الأنسب و الأنجع و الأفضل في مختلف الظروف .
 
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 06:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=7351