شبكة أخبار الجنوب - شمير

السبت, 26-فبراير-2011
شبكة اخبار الجنوب - جمال المحيا -

ليست هذه المرة الأولى للنشر عن مديرية مقبنة أو شمير حسب التسمية القديمة، لكن هذا الملف ربما يسبر أغواراً وتفاصيل تهم أبناءها قبل سواهم، سعياً لكشف أسباب هجران الآلاف من أبنائها صوب انجلترا منذ أكثر من قرن، فيما يدفع الحنين بأحفاد يهودها الذين تركوها للعودة إلى أطلال ديارهم فتعالوا معنا:
أصل تسمية شمير
يشير المؤرخ اليمني الكبير مطهر الإرياني في موسوعته عن اليمن أن شمير اسم يدل على أن ديانته يهودية ولقبه يدل على أنه كان قبل تملكه قيلا مقره أو قبيلته “نواس” ونواس بفتح النون: حصن في يافع وؤنواش” بفتح فتضعيف آخره شين: حصن أرحب و “ناسم = ناس ويمكن أن نقرأ نواس” وقيلة تذكرها النقوش التابعة لمقولة بني ذي غيمان.
أما اسمه ولقبه وصفته في نقوش المسند “ يوسف أسار يثأر” ملك كل الشعوب أما الوثائق السريانية فتسميه “يوسف” و “ذا نواس” فتشير بأن اسمه كان “مسروقاً” قل تعوده، وهو فيهما ملك “ثائر” أعلن ثورته عام 516م ضد التدخل الحبشي الروماني في اليمن تحت ظل المسيحية، ووصول بعض الأحباش إلى ظفار وتنصيب ملك مسيحي، ووصل بعض المبشرين الأجانب إلى نجران.
واستمرت ثورة يوسف نحو تسع سنوات أي حتى عام 525م حيث بدأها بتوجيه رسائله إلى أقيال اليمن لملاقاته في “ظفار” لقتل الأحباش وطردهم من اليمن وتوجه هو نفسه على رأس جيش كبير، فاقتحم “ظفار” وقتل من فيها من الأحباش وحرق وهدم كنيستها وقضى على من فيها من رجال الكهنة، ثم توجه لمحاربة المسيحيين والأحباش وأنصارهم في الأشاعر والركب وفرسان وشمير “ مقبنة” سهلها ومصانعها والمخا والمندب, فقتل من قتل وفر من فر من الأحباش وغيرهم، واستقر برهة في باب المندب لتحصين سواحل البحر الأحمر الجنوبية خشية عودة مرتقبة للأحباش.
الموقع والسكان
تقع مديرية مقبنة في إطار الجزء الغربي لمحافظة تعز يحدها شمالاً مديريتا جبل رأس وحيس, وجنوباً مديريتا المعافر وموزع وجزء من مديرية جبل حبشي, وشرقاً شرعب الرونة وجبل حبشي, وغرباً موزع والمخا.
يتوزع ما يزيد عن “200.000” نسمة من أبناء مديرية مقبنة على مساحة تقدر بحوالي 1200 كم مربع فيها “29” عزلة, أكثرها كثافة سكانية عزلة الملاحطة “مركز المديرية” ويعتمد معظم سكان المديرية على الزراعة والرعي وإنتاج العسل والجبن “البلدي” والصناعات التقليدية اليدوية الفخارية والفضية والمنسوجات, فيما تعتمد شريحة واسعة من أبناء شمير على الحوالات الخارجية لأقاربهم المهاجرين في بريطانيا.
مصدرهم
تشير المصادر أن يهود شمير كان لهم ثقل سكاني وتجاري وصناعي عظيم الشأن حيث عاش عشرات الآلاف منهم على عزل سواغ الوادي وسواغ الجبل وبني سيف والبتراء والرنف والزيلعي وسقم وهجدة والرمادة والملاحطة ومناطق أخرى غيرها, لكن غالبيتهم تكتل في قرية أساسية تبعد عن حيس بنحو “40” كيلو مترا تدعى قرية “الشقة” .
ويرى بعض المؤرخين أن مجاميع اليهود الذين دخلوا إبان الغزو الحبشي من جهة البحر الأحمر توزعوا على تلك المناطق وظلوا محتفظين بعاداتهم وطقوسهم الدينية مع تجنب أي احتكاكات أو حروب بينهم والمسلمين, وقد تجاوز عدد يهود الشقة أكثر من ألف نسمة وتناسل آلاف غيرهم على باقي قرى شمير معتمدين على الصياغة والحدادة ومراباة البضائع والأغذية إذا ما اقترض منهم مسلم عن حاجة خاصة أيام الجفاف.
يهود الشقة
وصلنا قرية “الشقة” التابعة لعزلة الخياشن حيث التقينا الحاج عبدالغني صالح محسن الذي تجاوز الـعقد الثالث بعد المائة ـ حسب قوله ـ مضيفا بأنه يتذكر جيداً أيام الأتراك عندما كان اليهود يسكنون قريته “الشقة” سألناه عن أطلال منازلهم فأرسل معنا حفيده إلى تلة مجاورة للمنزل، صعدنا التلة التي كانت منازل قرية الشقة تشكل منها سوراً وموقعاً مطلاً على وادي المجبجب الغني بالماء المتسلسل من جبل ميراب, لكننا لم نعثر على جدار واحد من منازل قرية يهود الشقة فالمنازل دكت عن بكرة أبيها بأيدي اليهود أنفسهم ـ حسب ماقيل ـ بعد عدم تمكنهم من بيع جميع منازلهم للمسلمين قبل رحيلهم إلى فلسطين سنة 1948م ضمن الارتحال الجماعي ليهود اليمن والعالم إلى إسرائيل المسماة رحلة “البساط الطائر”.
يهود العميصية
أما قرية العميصية المجاورة لقرية الشقة فقد التقطنا فيها صورتين فوتوغرافيتين إحداها لاصطبل مواش ومخزن للأعلاف لا تزال أحجاره مشيدة تماماً كما تركها يهود “العميصية” والأخرى لمنزل مكون من طابقين الطابق الأول اشتراه جد صاحب المنزل الحالي من أحد اليهود قبيل رحيلهم وزاد عليه طابقاً ثانيا.
ولن أخفي على القارئ استياء وقلق بعض من كبار السن, خاصة من زيارتنا عقب سؤالنا عن منازل اليهود لسببين الأول أن الأهالي ـ وجميعهم مسلمون كابراً عن كابرـ لا يريدون ربما إلصاق أي نسب لليهود بقريتهم وثانياً كان توجس الأهالي من الرد على أسئلتنا خشية أن يكون السائل منحدرا من ذات الأصول اليهودية في القرية, كما حدث قبل نحو خمسة أعوام من السائح الذي رافقه الأخ/ عبدالقوي ناجي, أحد أبناء القرية, والذي التقيته وأنصت إليه بعد أن أشهرت له بطاقتي الصحفية ليطمئن فمضى يقول:
قبل “5” سنوات تقريباً جاء رجل أربعيني مع زوجته بمعية دليل سياحي من تعز, يومها ذهبت معهم أدلهم على ما تبقى من أطلال منازل أجداده في قرية الشقة, وكذا في قريتنا هذه العميصية.. كان يتحدث العربية بثقل, لكنني بعد ذلك فهمت منه أن جده كان يدعى “موسى عمران” وكان من ساكني تلك الأطلال المندثرة في ركن قرية الشقة, وقد قطع مئات الكيلو مترات ـ حد قول اليهودي ـ ليتعرف على قرية مسقط رأس أبيه وجده.
آثار
حقيقة كان دافع زيارة المحرر إلى قريتي الشقة والعميصية للتأكد مما ذكر في أحد المواقع اليمنية عن أن ثمة زيارة جرت قبل “5” أعوام لمجموعة من اليهود لا يزيد عددهم عن “5” أشخاص تعود أصولهم إلى قرية الشقة في شمير حيث ذكر في الموقع أن الزائرين لم يشدهم الحنين فقط إلى الأطلال, بل كانت دوافعهم التنقيب والنبش عن كنوز تركها أجدادهم اليهود تحت جدران منازل محددة واستدعت عملية التنقيب المبيت على الأطلال حسب الرواية المستدلة على بقايا علب الأطعمة المحفوظة والعصائر على أطلال الشقة في دلالة على مبيت اليهود الخمسة هناك فمن غير الطبيعي أن يأووا في مسجد ـ كما يصنع الأغراب الوافدون ـ أو يستضيفهم أحد القرويين.
ولكن ما اتضح للمحرر من خلال الزيارة لذات الأطلال “المنعدمة” تماماً عدا أحجار متناثرة ـ أن تلك الرواية ضعيفة إلى حد كبير, وهذا ما أكده الأهالي في نفيهم للرواية عدا زيارة حفيد موسى عمران وزوجته.
المقابر
خلال زيارتنا لما تبقى من ركام أطلال منازل يهود الشقة سألنا عن مقابرهم فلم نجد سوى حقل زراعي بمساحة تربو عن “120” مترا مربعا قيل بأن الحقل تم تسويته فوق مقابر يهود الشقة.
 وعلى ذكر المقابر يحكى بأن أحد يهود المنطقة ـ قبل رحيلهم ـ مرَّت عليه جنازة مسلم ولم تقف فعاقبه أطفال القرية برمي الأحجار عليه, وعندما شكاهم إلى الشيخ عايض الذي عرف فعلته ضاعف العقوبة بمنعه دخول قرى المسلمين، ورواية أخرى مضت إلى أن ذلك اليهودي اسمه يوسف وهو كبير قرية الشقة وأثناء ركوبه على حماره صوب الوادي مر على مقبرة المسلمين ولم يترجل ـ كما هو العرف والملزم لليهود آنذاك ـ وعندما صاح عليه الرعاة من الشباب لم يكترث لهم وواصل سيره فهجموا عليه وأوسعوه ضرباً فذهب شاكياً إلى الشيخ عايض “شيخ شمير” فاستدعاهم الشيخ في اليوم التالي وبعد أن عرف منهم السبب قبلهم على رؤوسهم ومنع اليهودي من المرور ثانية في القرية.
يهود شمير على قناة إسرائيلية
في برنامج خاص عن الهجرة الإسرائيلية إلى فلسطين جسد فيلم تمثيلي وثائقي في إحدى القنوات الإسرائيلية كيفية رحيل يهود شمير إلى إسرائيل عام 1948م بدءاً من نسفهم لمنازلهم التي لم يتمكن بعضهم من بيعها للمسلمين ومروراً بانتقالهم على ظهور الحمير حتى وصولهم زبيد وحيس واستراحتهم في المقاهي لشرب “المداعة” بانتظار الشاحنات التي شقت بهم فيافي المملكة والشام حتى وصولهم أرض فلسطين.
المسلماني
خلال زيارة قرية الشقة سألنا المهندس عبدالقادر دبع ـ دليلنا في المنطقة ـ عن إمكانية بقاء أحد من أولئك اليهود في شمير حتى اليوم!؟
فأجاب بأن في قريته شخصا كان جده يهودياً, لكنه أسلم ولم يغادر شمير مع من ارتحلوا إلى فلسطين نافياً أدنى نظرة دونية نحوه وأفراد أسرته الذين اندمجوا وتزاوجوا مع المسلمين منذ أكثر من نصف قرن, لكنه اليوم يعيش في منطقة بئرباشا وما يزال يلقب لدى البعض بـ “المسلماني” كما يشير الأهالي أن أسرا أخرى لا تتجاوز أصابع اليد منحدرة من ديانات يهودية, لكن أحفادهم الحاليين أنفسهم لا يعلمون عن ديانة أجدادهم فقد اندمجوا تماماً في المجتمع نسلاً وديناً وثقافة.


متى حارب الأشمور جيش الأرجنتين ولماذا عزت الملكة إليزابيث شيخ مقبنة؟!
قرن جديد من الارتحال الشميري إلى بريطانيا
حاولنا البحث عن سبب اختيار وتوافد أبناء شميرـ منذ أكثر من قرن ـ للاغتراب في المملكة المتحدة “انجلترا” وعن الظروف المؤدية لذلك دون جدوى, لكننا حصلنا على تفاصيل أهم عن أبرز محطات ذلك الاغتراب نقلناها عن الأخوين عبدالقادر دبع ـ مهندس نفط درس في بريطانيا, والأخ عبدالقاهر الشميري ـ رئيس الجالية اليمنية في مدينة نيوربورت البريطانية:
أكبر الجاليات   
تعد الجالية اليمنية في أنحاء المملكة المتحدة من أكبر الجاليات العربية المقيمة هناك بالتوازي مع جاليات باكستان وبنجلادش، وفيما تحوي برمنجهام أكبر جالية يمنية تضم مدينة نيوبورت أصغرها، إذ يقطن فيها “1000” يمني ( أبناء شمير سوادهم الأعظم) أما إجمالي عدد المغتربين اليمنيين عامة في بريطانيا فيتراوح بين “70 ـ 80” ألف نسمة يشكل أبناء شمير 80% منهم .
أول مسجد في أوروبا
يشير الباحث د/ عبدالستار حمود الشميري ـ مدرس في قطر ـ أن أبناء شمير شيدوا أول مسجد في المملكة المتحدة مطلع القرن المنصرم في مدينة كاردف وقد سمي بـ “مسجد النور” ، كما أن للمهاجرين اليمنيين ــ من أبناء شمير خاصة ــ بعض مواقف في المملكة المتحدة جعلت منهم شريحة بالغة الأثر في نسيج المجتمع البريطاني المحتوي لأطياف ديانات وأصول عدة، ففي الحرب العالمية الثانية قصفت باخرة بريطانية قوام بحاريها من أبناء شمير العاملين في تزويد الجيش بالمؤن وقد أسفر القصف عن وفاة الطاقم المكون من “28” بحاراً.. وعلى إثر ذلك الحادث أرسلت الملكة إليزابيث برقية عزاء إلى الشيخ عبدالقوي عايض شيخ مخلاف شمير آنذاك، وبالمناسبة لا يزال نجل الشيخ عبدالقوي عايض (الشيخ عبدالدائم عبدالقوي) يتصدر مشيخة شمير كما يترأس لجنة الخدمات في محلي مديرية مقبنة.
وإذا كان أبناء شمير الأسلاف المهاجرون إلى بريطانيا قد قضى بعضهم في الحرب العالمية الثانية فقد استمر الأحفاد بالمشاركة في حرب انجلترا ضد الأرجنتين حول ملكية جزر فوكلاند حيث ما يزال الحاج محمد دائل الشميري “70” عاما ـ المتواجد حاليا في مقبنة ـ يتذكر جيداً تفاصيل مشاركته في تلك الحرب نهاية السبعينيات من القرن الماضي وكيف قضى عشرات الأشمور نحبهم في تلك الحرب.
مزايا الهجرة
ما يدفع بأبناء شمير المهاجرين في بريطانيا إلى توريث أبنائهم الجنسية لتحقيق الضمان الآمن لمستقبل الأبناء والأحفاد” فليس بالأمر الهين أن يتقاضى الطالب المدرسي في السنة “10” آلاف جنيه و “18” ألف جنيه في السنة رسوم للطالب الجامعي تدفع للجامعة + “5000” جنيه سنوياً مصاريف مدفوعة للطالب الجامعي, كما ويمنح الطالب الجامعي قروضا تتجاوز تلك المبالغ يسددها أقساطاً من راتبه بعد تخرجه وحصوله على وظيفة مقارنة بمستوى وجدوى التعليم في مدارس شمير المفتقرة إلى أكثر من 30 % من الكادر التعليمي
قصور مقبنة
ما يؤخذ على أبناء شمير المهاجرين في المملكة اعتمادهم الكلي على الضمان الحكومي هناك لمستقبلهم وأولادهم دون استغلال ظروفهم تلك لتوفير فرص وإمكانات الاستثمار في بلدهم الحقيقي بدلاً من الإسراف والتباهي في تشييد الفلل والبنايات الفخمة الخالية معظمها على مدار سنوات, خاصة في قرى الموج وركاب والخياشن وغيرها، لا سيما وكثير من المهاجرين في بريطانيا يعانون صعوبة سحب أموالهم إلى خارج المملكة بسبب القلق المتفاقم في السنوات الأخيرة حيال ما يسمى بالحرب العالمية على الإرهاب, حيث تطال التحقيقات والمساءلات عقب أي عملية إرهابية أولئك أبناء شمير واليمن عامة, بل وكل مسلم مقيم في المملكة، لكن يبدو أنهم يدلفون قرناً جديداً من الارتحال إلى بريطانيا.


يعول على تنفيذه تخفيف معانات المسافرين
طريق رمادة حيس محلك سر
نظراً لاتساع مساحة مديرية مقبنة وتناثر قراها فقد استدعى ذلك ضرورة مد شرايين الطريق الواصلة بين مناطقها من جهة وبينها والمديريات العشر المحيطة بها باعتبار شمير محاطة ومحاددة لمديريات «شرعب السلام ـ شرعب الرونة ـ حيس ـ المخا ـ الوازعية ـ موزع ـ الشمايتين ـ المواسط ـ جبل حبشي ـ التعزية»
لاجسر لهجدة ولاطريق إلى حيس !
 ولعل أهم مشاريع الطرق الاستراتيجية فيها طريق «الرمادة ـ حيس» (79 كم ) هذا الطريق الذي سيختصر على المسافرين من تعز إلى الحديدة حوالي (71 كم) لأن الطريق الحالي ـ الضيق والمليء بالحفر وبالغ المنعطفات من الرمادة مروراً بالبرح وحتى حيس يبلغ إجمالاً نحو «150» كم وكانت الآمال تصب في أن يعمل رصف طريق «الرمادة ـ حيس» على التخفيف من ازدحام ذلك الطريق المرغم للمسافرين من وإلى تعز من جهة الغرب ـ خاصة أيام العيد حيث يقضي المسافرون أكثر من نصف ساعة وسط شارع هجدة فقط المكتظ بباعة الجبن والخضروات المكون فقط من عرض «7» أمتار للاتجاهين.
لأجل الخلاص من هذه المعاناة وضعت الدراسات قبل سنوات ـ حسب مدير أشغال المديرية الأخ / طاهر الخليدي ـ لتشييد جسر معلق يمر فوق عبارة السيول الموازية للطريق الضيق لكن كلفة المشروع جعلت وزارة الأشغال ترمي بالدراسة أدراج الرياح بحجة إيجاد بديل آخر وحيوي من شانه الاستغناء عن المرور وسط هجدة المحاطة بالجبال المعرقلة لشق طريق دائري حولها، تمثل ذلك المشروع البديل في طريق «الرمادة ـ حيس» كما أسلفنا ذكره
مقاول سلاح صعدة !
 من خلال مرورنا بما أنجز من طريق الرمادة حيس, اتضح بأن ما تم إنجازه منذ بدايته قبل أكثر من «3» سنوات فقط «30» كم من حيس وحتى سقم لكن الكثير هو المتبقي والمتعثر شقه وسفلتته من سقم وحتى الرمادة «49» كلم، أما أسباب تعثر بل توقف المشروع فلم نحصل عليها من المهندس فيصل مشعل مدير عام أشغال محافظة تعز لكن أهالي منطقة سقم كشفوا لنا تلك الأسباب, فالمقاول من أبناء صعده وتربطه مصالح مكنته من الاستحواذ على مشاريع عملاقة دون امتلاكه آليات كافية للشق والسفلتة، فاعتمد على غيره من شركات المقاولة بالباطن ـ كما هو شأن عشرات المقاولين أمثاله من امتصت مشاريعهم المتعثرة ميزانية البلد ـ ما أدى إلى تأخر مشروع شق وسفلتة طريق الرمادة حيس.
عزلة
تقدر أطوال الطرقات الواصلة بين قرى وعزل مقبنة بنحو «1600» كيلو متر، المسفلت منها لا تزيد عن «200» كلم حسب مدير أشغال المديرية الأخ طاهر الخليدي , فيما تظل معظم قرى أكثر من «20» عزلة معزولة عن التواصل فيما بينها إلا بسيارات الشاص وباقي مركبات الدفع الرباعي ولعل أصعب تلك الطرقات طريق حميّر «25» كم التي ستربط مقبنة بجبل حبشي والمعافر وكذا طريق برح الريمة ـ الحقيل بطول 8 كم فقط المقرر تنفيذه, ومثله طريق الحنكة ـ الغدير البالغ «3» كم طولي فقط والذي سيعمل على ربط معظم العزل المحيطة بمركز المديرية وكذلك طريق ميراب ـ الملاحطة البالغ نحو «10» كم فقط.
مضيفاً بأن مراحل تنفيذ المشروع مرت ببطء شديد وتقطع متكرر منذ تدشين البدء بتنفيذه عام 2004م وحتى 2009م.
وفي ذات السياق صرح الأخ طاهر الخليدي – مدير فرع اشغال مديرية مقبنة أن المكتب ارسل العديد من المذكرات إلى وزارة الأشغال والطرقات تطالب بسحب المشروع من شركة زاهر التي لم تلتزم باستكماله وتسليمه لشركة أخرى، حيث والمشروع البالغ كلفته نحو مليار ريال نزل مركزياً ولم يمنح لأشغال المديرية حق الاشراف ومتابعة مراحل تنفيذه.


فيما يمارس أعضاء محلي المديرية ومديرو المكاتب دوامهم في العراء
مجمع حكومي فخم للعناكب!
كثيرة هي المشاريع المتعثرة في مديرية مقبنة ولا يتسع المجال لحصرها في هذا الملف, لكن الضرورة تستدعي الإشارة إلى أبرز المشاريع المتعثرة المجسدة لقمة الهرم التنموي والإداري والخدمي وهو المجمع الحكومي الفخم الذي بني بأرقى المواصفات على أنقاض المبنى الحكومي القديم لمركز مديرية مقبنة عزلة الملاحطة, الأكثر كثافة سكانية بين باقي عزل المديرية وهو المركز المعتمد منذ الاحتلال العثماني وحتى مطلع التسعينيات فأهالي المركز محبطون جراء الهجران المتعمد ورفض أعضاء المجلس المحلي ومديري فروع المكاتب التنفيذية الانتقال إليه بحجة بعد المبنى عن الخط الإسفلتي الرئيسي في مفرق مقبنة وكمب الصعيرة بنحو “21” كم بالرغم من يسر الانتقال إليه عبر طريق إسفلتي جميل ما أدى إلى إغلاق المطاعم واللوكندات واختفاء سوق مركز مقبنة العريق .
.. أما أهالي مركز مقبنة فقد اعتبروا دوافع عدم الانتقال إلى المجمع ناتجة عن ضغوطات يمارسها النائب الحميري الذي تبعد دائرته ــ إحدى 3 دوائر انتخابية في شمير مقبنة ــ عن مركز مديرية مقبنة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قد يعمل طول المسافة على الحد من السفر من وإلى مدينة تعز يومياً لمعظم أعضاء محلي المديرية ومديري المكاتب والموظفين؛ ولأجل ذلك رميت مصالح أبناء مركز مقبنة عرض الحائط؛ ولأن مبررات الطرفين مقنعة نوعاً ما, قال أمين عام المجلس المحلي لمحافظة تعز الأستاذ محمد الحاج إن الحل يكمن في تقسيم المديرية إلى ثلاث مديريات وإن المجلس المحلي يسعى منذ سنوات مع الوزارة في هذا وإلى أن يتم ذلك يصر المعنيون في محلي مقبنة ومديرو المكاتب التنفيذية على ممارسة مهامهم الوظيفية أحياناً في غرفتين تطوع بهما مدير مكتب الزراعة بالمديرية أو تحت الأشجار في رصيف شارع مفرق الكمب ومفرق مقبنة حيث أوقفت المالية اعتماد إيجار مجمع حكومي هناك نظراً لتوفر مجمع متكامل ومؤثث ومزود بمولد كهربائي في مركز المديرية (هذا الذي ملأت أركانه خيوط العنكبوت) وبشأنه أيضاً قال المهندس سليمان العريقي, مدير عام مشروع التطوير البلدي للحماية من الفيضانات والسيول ــ الجهة المنفذة للمجمع ــ إن المانحين في البنك الدولي قلقون حيال عدم استغلال المبنى.


 95 % من مدارس شمير غير صالحة للتعليم !
لا يعاني أبناء شمير قلة المدارس المفتقرة غالبيتها للكراسي وللنفقات التشغيلية, بل تكمن معاناة أبنائهم من ندرة المدرسين للمواد العلمية كمدرسة سعد بن أبي وقاص المفتقرة لمدرسي الكيمياء والفيزياء والأحياء، أما مدرسة الأنصار الثانوية للبنات في قرية ركاب فليس فيها مدرسون ألبتة, ما يدفع بالطالبات في قرية ركاب إلى تسلق الجبل الشاهق المعتلي قريتهن للوصول إلى مدرسة قرية الحقيل، وهكذا يفضل كثير من أهالي قرى مقبنة المفتقرة إلى مدرسي ومدارس المرحلة الثانوية ـ إلى توقف التعليم عند المرحلة الأساسية وعدم المواصلة لأسباب قلة الكادر التربوي, المتسرب عشراتهم للعمل في مجالات أخرى أو الاغتراب في بريطانيا ولعل من بين الأسباب التي تضاعف ذلك هو هروب المدرسين من حقل التدريس إلى العمل الإداري والتوجيه العلمي والمالي، فالبيانات تشير أن عدد الموجهين في مكتب التربية بمقبنة “160” موجهاً + 8” نواب لمدير إدارة التربية + “45” موظفا في المكتب.
المجاعشة
الوضع التعليمي الكارثي في المديرية أغلق “6” مدارس فقط في عزلة المجاعشة بسبب شحة, بل انعدام الكادر, برغم أن أمين عام محلي المديرية من عزلة المجاعشة ذاتها, فما بالكم بباقي العزل “اللي ما فيها رُكب”!؟.. لا شك أن التعليم في شمير ـ انطلاقاً من هذا الوضع المزري ـ يذبح سنوياً, ففي حين تشيد عشرات مدارس جديدة بملايين الريالات تغلق عشرات أخرى للأسباب الآنفة، وتشير البيانات الرسمية أن عدد المدارس في المديرية تبلغ “114” مدرسة أساسية وثانوية نسبة الصالحة منها للتعليم فقط 59% للأسباب التي ذكرناها, أبرزها شحة الكادر المكون من “1317” معلم أساسي وثانوي, أكثر من 6% منهم إداريون ومتغيبون طيلة العام عدا عن “كشوفات الراتب”! وهذا أدى إلى تراجع نسبة الالتحاق بالتعليم الثانوي, خاصة لدى الفتيات؛ إذ يبلغ إجمالي الطلاب الذكور “28650” والإناث “16695”.


 


الجمهورية نت

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=5740