سعيد الصوفي -
حال سماعنا للزفة المغناة بصوت الراحلة «منى علي» الفنانة الظاهرة التي لم تتكرر بعد.. سيظل صوتك يتصدر أفراحنا صوت جميل يغمرنا فرحة .. يعود بنا إلى ذكريات أغلى أيامنا وأحلاها.. إلى ساعة الرحمن.. إلى ساعة الزهرة.. إلى أحداث وتفاصيل أعراسنا.. العزاء الكثير برحيل امرأة وفنانة عظيمة.. بصوتها الفريد زفت معظم عرسان اليمن ماضياً وتزفهم حاضراً وستزفهم مستقبلاً.. حتى يوم وفاتها وبالذات حين تشييع الجنازة وصوتها عبر مكبرات الصوت يعلو بفرائحية العرسان دون علمهم برحيلها.. بعد عناء وصراع مع المرض قابلها الكثير بالجفاء والقطيعة،حيث لم يكلفوا أنفسهم السؤال عنها لا من بعيد ولا من قريب أو زيارتها وهي على سرير المرض كأقل واجب نحوها لن نقول لك وداعاً أيتها الراحلة عنا وسط تنكر لوفاء بالغ كان حاضراً معنا في كل عرس،وقطيعة لجميل صنعتيه فينا دون رد.. سيظل صوتك الرنان يعلو خالداً خفاقاً في سماوات أفراحنا كمرسوم يتصدر كل مهرجانات أعراسنا.. رحيلك كان كما هو حال كثير مبدعين ومميزين في هذا البلد ممن رحلوا عن دنيانا التعيسة المتنكرة لصوت مازال أكثر حيوية وألقاً وانتشاراً في مراسيم بدءاً من الخطوة الأولى حتى اتمام الزواج. ستظل «الزفة» المغناة بصوتها قائمة أكثر تداولاً،لم يُستغن عنها في أي عرس رغم كثرة الفنانين والمقلدين الذين غنوا الزفة نفسها «تقليداً» وغنوا أغاني الزفاف الأخرى محلية وخارجية،إلا أن زفة منى علي «حاجة غير .. متتكررش» ومايأتي عام إلا وهي أكثر مبيعاً وانتشاراً في الريف والحضر، ولاتقام طقوس الأعراس إلا بحضور صوتها لهذا ستظل الفنانة الراحلة منى علي حاضرة أفراحنا بقوة.. رحلت من دار الدنيا إلى دار الآخرة في ظل قطيعة وجفاء عانته من الجميع وهي رقود على سرير المرض في المستشفى الجمهوري بمدينة تعز .. هكذا رحلت ولم تعلم «نادية» ولا «أبو علي» بخبر مرضها ولاحتى بخبر وفاتها.. الفاتحة.