فيصل الصوفي - شبكة اخبار الجنوب -
قبل أيام قال محافظ صنعاء في مهرجان عام إن الشيخ حميد الاحمر كان (يركب سيكل) فأصبح (ملياردير).. وان حميد الاحمر نفسه برر ثراءه بالقول انه يعيش في ظل نظام وشعب فاسد ورخيص.. وتساءل المحافظ: اذا كان حميد يعترف أنه حصل على تلك الاموال عن طريق الفساد فليرجعها( الله يرخص به)...
وقد اعتبر حميد رأي المحافظ فيه (اساءة) له وعدم مراعاة (اخلاقيات العمل السياسي والنسب والمصاهرة بين بيت الاحمر وقبيلة خولان). وبدلا من أن يلجأ الشيخ حميد الأحمر الى القانون ويرفع دعوى قضائية ضد المحافظ دويد إذا كان يعتبر ما قاله عنه (إساءة) علنية اذا به يتوجه الى مشايخ خولان ويقول لهم ( ياعيباه مما قاله صاحبكم).. فجاءوا يحكمون الشيخ صادق وبجنبية و 11 ثورا .وعندها قال حميد(وصولكم الكريم الى منزل الشيخ صادق كاف من جانبنا لتجاوز تلك الإساة)!
هل موقف الشيخ حميد الأحمر هذا ينسجم مع ما يدعيه عن المدنية وعن القانون ودولة المؤسسات ومؤسسات المجتمع المدني والاحتكام للقضاء وحرية الرأي والتعبير. لقد ملأ البلاد ضجيجا حول هذه القضايا لكن من الناحية العملية يكرر السقوط في ابسط اختبار لمصداقيته وثقته بما يدعيه بفمه.. يترك القانون والقضاء ومؤسسات الدولة ويلجأ ساعة الجد الى تحكيم وجنابي واثوار ويعتبر بضع عبارات قيلت عنه (إساءة) وهذا يدل على المبالغة في التعالي.
ويبدو انه لم يتجاوز(تلك الاساءة) كما قال.. بدليل ما حدث بين حراسه وحراس بيت المحافظ عشية السبت الماضي وقتل ذلك المواطن الوصابي واصابة اخيه واثنين آخرين في معركة لا علاقة لهم بها سوى انهم كانوا عابري سبيل قرب منزل المحافظ نعمان دويد الذي هاجمه حراس الشيخ حميد.
وهنا يكرر الشيخ حميد نفس الموقف... يقول لمشايخ خولان( ارسل لكم ثمانية بنادق مصفى) فيما يدعيه صاحبكم نعمان دويد ( وعليكم تكليف من ترون للتحقيق) واذا اتضح أن (خبرتي) اعتدوا على منزل المحافظ دويد (فأنا محكم لكم) ويعلم دويد (أننا وليست السلطة من سيبادر للدفاع عنه اذا حصل عليه أي اعتداء من ايا كان)!!
  نفس الموقف.. الشيخ حميد الذي يقدم نفسه كداعية للمدنية والنضال السياسي ودولة المؤسسات يترك القانون وسلطات التحقيق القانونية وسيادة القانون.. ويتعامل بعقيلة القبيلي. (محكم لكم.. بنادق مصفى.. خبرتي.. نحن لا الدولة.. يا مشايخ خولان عليكم تكليف من ترون للتحقيق) وغير ذلك من العبارات التي وردت في رسالته لمشايخ خولان!! وهي تعبر عن حقيقة شخصيته وقناعاته السياسية وثقافته وهي كلها خلاف ما يدعيه في المنابر السياسية والاعلامية عن دولة المؤسسات والقانون والقضاء والنيابة العامة والمواطنة المتساوية.. و..و..و. فالأساس عنده مشيخة وقبيلة وجنابي واثوار وبنادق مصفى وخبرتي وخبرتكم وديوان الشيخ .. ونحن لا الدولة..
وبالمناسبة.. اذا كان هذا هو الموقف الذي بذله الشيخ حميد بسخاء تجاه المحافظ نعمان دويد لمجرد ان (خبرة) حميد اطلقوا النار على منزله فان  القبيلي حميد الأحمر لم يتعامل بنفس الروح اوالحماس مع المواطنين الذين قتلوا وجرحوا في تلك الليلة رغم ان القضية فيها قتل واصابات وليس مجرد اطلاق رصاص على احجار منزل دويد.. ذلك لأن الشيخ حميد يدرك ان نعمان دويد شخصية هامة وشيخ كبير وينتمي الى قبائل خولان.. اما المواطن الوصابي الذي قتل والمواطنين الذين جرحوا فهم في تقديره أدنى مستوى ولا يستحقون الاهتمام لأنهم بنظره (رعية مساكين الله) يمكن اسكات أسرهم بقرشين ( وخير الله كثير)..
ومما يؤسف له أن احزاب المشترك ولجنة حميد وباسندوة واعلاميي المشترك والمنظمات التابعة مثل هود وصحفيات بلا قيود تعصبوا للشيخ حميد الأحمر في مواجهة نعمان دويد وفي قضية يجب التحقيق فيها من قبل اجهزة الدولة المختصة والنيابة والنظر فيها من قبل القضاء.. لكنهم لم يقولوا ذلك فالعصبية لحميد انستهم ما يدعونه عن القانون والنظام ودولة المؤسسات..
وهؤلاء الذين يشغبون في أتفه القضايا صمتوا صمت اهل القبور حيال مقتل المواطن الوصابي والمصابين الآخرين الذين كانوا ضحايا الخلاف بين حميد ودويد دون ان يكونوا طرفا في هذا الخلاف بل مواطنين ابرياء كل ذنبهم انهم كانوا يمرون في مكان المواجهة بين مسلحي الأحمر وحراس منزل المحافظ دويد.