شبكة أخبار الجنوب - ملابس اطفال

الإثنين, 13-ديسمبر-2010
شبكة اخبار الجنوب -

الزكام والرشح ونزلات البرد، جميعها عوارض صحية مصاحبة لفصل الشتاء ومع أنها تبدو طبيعية للكثير من الناس إلا أنها توجب الانتباه لخطر البرد والصقيع، لا سيما على الأطفال في سن المدرسة وحسناً ما فعلت وزارة التربية من احترازات وقائية للأطفال بتأخيرها بدء الدوام المدرسي لمدة ساعة في عدد من المحافظات التي تشتد فيها موجة الصقيع، ولكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك ليمتد إلى دور المجتمع في ترميم وإصلاح ما يسيء إلى البيئة المدرسية، ويظهر عيوبها في الشتاء الذي يظهر معه مشكلة التغذية والدواء في الريف والمدينة، لاسيما في المرتفعات الجبلية “الجمهورية” استطلعت آراء عدد من المواطنين والمختصين في قطاعات الصحة والتربية والتعليم فإلى الحصيلة:
موجة الصقيع
أشد من الأعوام السابقة وأكثر المخاطر تطارد الأطفال ففي البيئة الجبلية المدارس ليست مهيأة لوقاية التلاميذ من نزلات البرد، خصوصاً المناطق التي تقع على ارتفاع 1000ـ 2000متر وما فوق عبر ما يعرف تاريخياً بجبال السرات ومنها “المرتفعات الشمالية الغربية”، والمشكلة الأخرى كما يراها، علي الخياطي: أن التلاميذ يتوجهون إلى مدارسهم من تجمعات سكانية متناثرة عند الساعة السابعة صباحاً وأحياناً قبل ذلك لتباعد المواقع من المدرسة والتغذية أصلاً ضعيفة، وكثير منهم لا يتوفر لهم الملابس الشتوية لارتدائها تحت الزي المدرسي أو فوقه؛ وذلك بسبب المستوى المعيشي المتدني ومع ذلك يصر مسئولون في المدارس على طابور الصباح على وقع صقيع بارد ليتعرض التلاميذ الصغار للهواء البارد في ساحات المدارس، إلى جانب النوافذ المكسرة، ولا رقابة صحية ولا توعية بالغذاء المناسب بل تصنف الرقابة على العملية التربوية والتعليمية فكيف لا نخشى من عدم الاهتمام بدور الأخصائي الاجتماعي والإرشاد النفسي في كل مدارس التعليم الأساسي في المرتفعات الجبلية في أنحاء البلاد؛ فالدولة ممثلة بوزارة الصحة تقوم بتطعيم الأطفال وتحصينهم ضد الأمراض القاتلة، لكنهم بعد ذلك بحاجة لاهتمام الأسرة والمدرسة والإعلام بمخاطر البرد والالتهابات الصدرية التي لو أهملت يمكن أن تتحول إلى التهاب رئوي أو ربو مزمن .
فصول غير صالحة
اسمهان علي - مدير مدرسة الفوز بمديرية المحويت تؤكد أهمية تأخير الدوام المدرسي حسب الضرورة لأن هناك فصولا مدرسية من الزنج والبلوك والخشب وسقوفها طرابيل فالمدرسة التي تديرها بنيت بتعاون المعلمين حيث تبرع 18معلماً بـ4000ريال عن كل واحد وقدم المركز التعليمي 20ألف ريال لهذا الانجاز في مدرستنا، ولكنها بدون نوافذ وفي موجة البرد الشديد تكون الأولوية لصحة الطلاب؛ لذا يلجأ المعلمون لإلقاء الدروس في العراء للاستفادة من حرارة الشمس في الصباح والأطفال الصغار في الصفوف الأولى المناسبة، لكن الكراسي تحمل إلى الخارج لنحو نصف ساعة للتخلص من الندى والبرودة؛ لأن الجلوس عليها صباحاً سرعان ما يجعل الطفل يشعر بآلام في البطن، والإدارة المدرسية مسئولة عن الحد من التأثير السلبي للبرد والطقس المتقلب؛ لذا لا بد من تعاون الجميع ومساهمتهم في ترميم المدارس، وخاصة إصلاح زجاج النوافذ والأبواب وتوجه اسمهان علي عتبها إلى مجالس الآباء الذين يجتمعون، ولا نرى شيئاً أو ثمرة من الاجتماعات عبر ثلاث سنوات .
ارتفاع نسبة الغياب
ترتفع نسبة غياب التلاميذ بسبب أمراض الشتاء من زكام وسعال وحمى أما الآثار على الجلد والتشققات الجلدية فحدث ولا حرج .
وعن دور المجلس المحلي ناشدت المديرة اسمهان كل أعضاء محلي المديرية، بل وكل مدراء مكاتب التربية للعمل من وقت مبكر على ترميم المدارس والاهتمام أكثر بمدارس الريف .
اللجوء إلى الصيدليات
رأي الأطباء حول مخاطر البرد يؤكد أنها تمتد من الحميات إلى الإسهالات الشتوية وآلام المفاصل التي ترافق نزلات البرد “ الانفلونزا” وهي أمراض تصيب الأنف والأذن والحنجرة.. الجهاز التنفسي السفلي بالتهابات .. هذه الأمراض حسب رأي الدكتور جمال عبدالقادر الأغبري “تعز” تدفع الناس لشراء الدواء عند حصولها بسبب الأمراض الفصلية الشتوية من الصيدلية وهو ما يعكس تدني الوعي؛ لأن الصيدلاني يفترض أنه لا يصرف دواءً إلا بروشته من طبيب مختص؛ لأنه لا يعرف حقيقة الدواء المناسب لكل حالة، لاسيما وأن الشراء يتم عبر طريق آخر من الأسرة، أما الطبيب فهو المعني بمعاينة الحالة، وتحديد الدواء المناسب، ومقارنة مركبات الأدوية؛ لأن الحالات المرضية، ليست كلها سواء والمركبات تختلف ولابد من متابعة رسمية لمثل هذه الأمور والتوعية المستمرة بها؛ لأن هناك أمراضا تكون ناتجة عن وباء أو جائحة لا تكتشفها وزارات الصحة في بلدان متقدمة في بدايتها، فكيف بالصيدلاني! والأسوأ فيما يتصل بالأمراض الشتوية بين الأطفال؛ لذا ينصح الدكتور الأغبري بعزل المصابين بالزكام “مثلاً”، وتعليق نشاط الطابور المدرسي في موسم البرد، وتفعيل دور الأخصائيين ومساعدة المريض على البقاء في منزله لراحته؛ ومنعاً للعدوى.. محذراً من خطر التساهل في صرف الدواء للأطفال، ومذكراً بأن جائحة انفلونزا الطيور والخنازير لم يكتشفها صيدلي!!
الوقاية خير من العلاج
من جانبه قال الدكتور عبدالله الصلاحي – إرشاد نفسي: إن موجة الصقيع التي ضربت بعض المحافظات اليمنية، ورغم تراجع حدة البرد بعد شدته في أواخر شهر نوفمبر وبداية الشهر الحالي ديسمبر إلا أنه يصعب التنبؤ بكيف سيكون في الأيام القادمة، والواجب الوقاية من خلال التغذية الجيدة، والملابس المناسبة، والحفاظ على الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة، وحتى في المساء وعند النوم؛ فالطوابير طويلة في عيادات أطباء الأنف والأذن والحنجرة في الأيام القليلة الماضية .
الريف ونزلات البرد
وبخصوص تأثير موجة الصقيع على تلاميذ المدارس قال د. الصلاحي “جامعة إب”:
يتأثر الإنسان ببيئته ومحيطه الجغرافي ويظهر ذلك في سلوكه ومزاجه، فإذا كان الناس يركنون الملابس الشتوية جانباً أثناء شدة الحر، فإنهم ينكمشون أثناء البرد، لاسيما في الصباح والمساء والليل؛ حيث ينكمش الشخص داخل نفسه؛ لأنه ابن بيئته الجغرافية، والأطفال أكثر تأثراً في الفصول الدراسية غير المناسبة، وكذلك عند الانتقال إلى المدرسة إذا زاد البرد عن حده، وإذا كانت مدارس الريف في مواقع مرتفعة ونوافذها مكسرة أو لا توجد كراسي كما هو الحال في بعض المدارس هنا وهناك فإن الأطفال أكثر عرضة لنزلات البرد .
فيروس الزكام
نزلات البرد هذه في ظل ارتفاع تكلفة العلاج على الفقراء وصعوبة الحصول على الدواء في الوقت المناسب يسهل انتقال العدوى في مثل حالة الزكام، ويرى د. جمال عبدالقادر أن عدوى مرض “الكاد” مثلاً في الفصل الدراسي يقوي المناعة لدى الأطفال بعكس فيروس الزكام؛ لأنه نشط ويزداد تأثيره عندما يكون الطفل غير مطواع لاستخدام الدواء .
على البلاط
ويرى محمد عبدالرقيب “أخصائي اجتماعي” أنه من الخطأ أن يتساهل الآباء والمعنيون مع الصقيع في فصل الشتاء مع ترديد عبارات من قبيل: إن أطفالنا ضد الخدش .
وهذا ما أسمعه من زملائي التربويين، وأولياء الأمور في الحي، كما أن عددا من المدارس يتلقى الأطفال تعليمهم في الفصول الدراسية على البلاط لعدم وجود الكراسي؛ لذا يجب تضافر جهود مجالس الآباء والأمهات والتربية والتعليم والمجالس المحلية لمواجهة فصل الشتاء وتوفير بيئة صحية مناسبة للتلاميذ .
الزي المدرسي
علي حسين الأشول - مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة حجة أكد أن التوعية بأهمية الملابس الشتوية مسئولية كل إدارة مدرسة وكادرها التربوي وأضاف بقوله:
أرشدنا المدراء في بعض المدارس حيث البرد شديد بحث طلاب الصفوف الأولى على اللبس الثقيل، تحت الزي المدرسي، ولاسيما وأن محافظة حجة لم تكن ضمن دائرة موجة الصقيع، وهي منخفضة بالنسبة لمحافظة صنعاء، أو عمران، ولكن أكدنا تحاشي تعرض التلاميذ للأمراض الشتوية خاصة مديريتي مبين وكحلان .
الأولوية للصغار
وقال الأشول: لم نتلق سوى أربعة إلى خمسة شكاوى من عدد من الطلاب قالوا بأنهم لايتحملون البرد، وتم دعوة أولياء الأمور، وحثهم بتوخي الحيطة وشراء الملابس الشتوية لأبنائهم، وتبقى مشكلة نقص الكراسي ولمواجهتها وجهنا بأن يكون النقص للصفوف العليا وتوفيرها للصفوف الأولى .
إصلاحات
في محافظة ذمار لعبت مجالس الآباء والأمهات دوراً مهماً ومن بداية العام الدراسي حيث بلغت مساهمة المجتمع 35 % وتم تشغيل ورشة إصلاح الكراسي والأبواب والنوافذ في المدارس في المناطق الأكثر تعرضاً للبرد .
أحمد الوشلي - مدير عام مكتب التربية والتعليم في المحافظة أكد أن التوجيه الصادر من وزارة التربية الذي ينص على أن تبدأ الحصة الأولى في الساعة التاسعة صباحاً، وبالذات لتلاميذ الصفوف الأولى وهذا إجراء احترازي للحفاظ على الصغار من تأثير البرد والصقيع رغم تأثير المدارس التي تعمل فترتين حيث نتج عن القرار نقص حصتين في الفترتين الصباحية والمسائية .
نقص الكرسي
وقال الوشلي إن الأسوأ هو نقص الكراسي في المدارس الجديدة؛ كون جلوس التلاميذ على الأرض يعرضهم للمرض؛ ولذلك بادرنا للقاء ضم مدراء مكاتب التربية، وناقشنا ضرورة قيام المدرسة بإصلاح النوافذ وإبقاء الشمالية منها مغلقة مع إمكانية أداء حصة تحت الشمس وهي معالجات على قدر الإمكانات إلى جانب تشغيل ورشة إصلاح الكراسي .
إجراءات مناسبة
من ناحيته أكد أحمد حمود الحاج مدير عام الأنشطة بوزارة التربية أن ترحيل الطابور المدرسي نصف ساعة من 7.5ـ إلى 8ومن 8ـ8.5 وفقاً لتوقعات الأرصاد الجوية إجراء مناسب وتتابعه الوزارة .
وقال الحاج: إن التربية والتعليم هدفها وقاية الأبناء من الأمراض الشتوية، وتلك مسئولية الوزارة والمدارس وجهاز التوجيه وأضاف قائلاً:
إن الترميم مسألة مهمة وحماية الأطفال في المدارس من البرد مسئولية تبدأ بدور الأسرة ومدراء المدارس والمعلمين ومدراء المكاتب في المديريات والسلطات المحلية والهدف أشمل وأعم من مواجهة موجة صقيع ومخاطر البرد فالسلطة المحلية معنية بتوفير متطلبات الترميم والإصلاح وهنا نناشد المحليات القيام بواجبها دون إبطاء .
المخزنون
الوقاية إذن ضرورة وهي في الأساس مسئولية الشخص نفسه حسب رأي د. عبير أنيس، لاسيما الكبار منهم والذين يتعاطون القات ومن في حكمهم فمن ينتقلون دون استعداد وتدرج من وسط دافئ إلى خارج المكان، ولايهتمون بالملابس، وخاصة في الصفوف الأولى فالمسئولية مجتمعية إزاء توفير الظروف المناسبة لهم في المدرسة والتوعية لضمان قيام الأسرة بدورها في الحفاظ على صحة الأبناء في موسم الشتاء .



 

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 05:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=4966