شبكة أخبار الجنوب - الكاتب صقر المريسي

الأربعاء, 08-يوليو-2009
صقر عبد الولي المريسي -

 


رغم ما توزعه وتذيعه وزارة التربية والتعليم  حول حالات الغش التي لم تتعدى المائة حسب تقرير الوزارة الا ان الواقع يقول  كلاما مختلفا تماما فالرقم المعترف به من قبل الوزارة يكاد يكون حصيلة مركزا واحدا من المراكز وفي مثل هذه الامور بالذات يجب ان نكون صادقين سواء المسئول او المواطن  فعلى من نكذب  والناس يرون بأم اعينهم ماهو دائر من انفلات  تعليمي وصل الى حد  لايمكن معه الكذب والتضليل على الناس .


فالمستقبل  على هذا  الاساس اصبح فعلا مجهول  وحرب  التجهيل التي تمارس على مرأى  ومسمع من الوزارة  والقيادات التربوية والمحلية  هي بلا شك اكثر خطرا مما تواجهه البلاد من ازمات مهما بلغت .فمن المسئول ومن  نخاطب  هل  رئيس  الدولة هو الشخص  الوحيد  الذي  يعيش  في هذه  البلاد  ويهمه  مستقبلها  لنوجه اللوم  اليه  في كل صغيرة وكبيرة  ام  اننا  شركاء  خاصة ونحن  نتقاطر منذ  الصباح الباكر  مواطنين ومسئولين الى المراكز الامتحانية  في تسابق  حول من منا  يفوز بتجهيل  رجال  نعدهم كذخيرة لمستقبل قادم يعلم الله  وحده ماذا يحمل  معه  اننا  في كل  يوم  نشتم الحكومة  ونحملها المسئولية  في كل  شئ  الا  هذه لم نسمع  صوتا  وكأن الجميع  مستفيدون من الغش وكأن الجميع ناقمون على هذا الجيل  الذي  نعول عليه الكثير .


 انها والله كارثة ان يغش الاب ابنه وان يغش الاخ  اخاه  وان يغش المعلم تلميذه وان  يصبح أي مركز يتواجد فيه ابن مسئول صغر اوكبر مركزا مباح  وخاصة مراكز الفتيات التي يزورها الزوار اظعافا مضاعفة عن مراكز الاولاد ماهي القصة هل اصبحنا  مجتمعا  منحطا  الى هذه الدرجة اين المثل اين المبادئ  اين  القيم اين الاخلاق  .


نختلف يوميا  في  كل التفاصيل  حتى تلك التي  لاتستحق الخلاف  وتطبل  صحف المعارضة وتقيم الدنيا ولا تقعدها  عندما  يعطس  احد اتباع الحاكم  في وجه احد افراد المعارضة  وكأن كارثة حلت تهويل غير مبرر  وارباك غير منطقي في امور غير منطقيه الا  في الغش  فالكل شركاء  ومتفقون كيف لاء  والكل  لديهم  طلاب  وكلا  يريد  لطلابه النجاح  فان كان ابنه يريده متفوقا من اجل  البعثة  وان  كان غير ابنه  فهو لايخلو من كونه  صوتا انتخابيا  هو بحاجة اليه في الانتخابات وهلم جرا ولا احد  قلبه على الوطن ولا على على المستقبل  وكأن  شعارهم  ( أي  مستقبل ما بدى بدينا عليه) وعجبي منهم عندما يلقون الخطابات ويعلمون الناس الاخلاق  ويخطئون الاخرين  انها  مهزلة بكل ما في الكلمة من معاني  ويتحملها الجميع  حاكم ومعارضة ويظل الاب الذي رضي بالغش لابنه هو القاتل الحقيقي .


والسؤال الذي يفرض نفسه  هو  ماذا عن الطلاب الاذ كياء  ما مصيرهم ؟ 


انهم بلا شك ضحية وسيتوبوا مستقبلا من ان يكونوا اذكيا وسيعم الجهل عندها سندرك ما جنته ايدينا  من خراب


واذا كانت وزارة التربية والتعليم قد عجزت عن مكافحة الغش  فعلى الاقل انه من العيب  ان  نصرح ان كل شئ تمام وانه لاتوجد حالات غش سوى العدد المعلن عنه والذي لا يتجاوز المائة  وانا اجزم واقسم  ان بعض  هذه المراكز قد تجاوزت هذا الرقم  لكن  لايتم رصدها على اعتبار ان الغش اصبح في حكم المباح  في نظر الجهلة الذين يسعون لتعميم الجهل  على الجميع  واذا كان الراشي  والمرتشي في الاسلام  ملعونان فان الغش  قد جمع بين اثنتين  هي الرشوة والغش الذي  تبراء من مرتكبه الرسول صلى الله وسلم عليه الاعظم بالقول من غشنا فليس منا  .

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 12:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=352