الجمعة, 26-مارس-2010
شبكة أخبار الجنوب - حنان محمد فارع حنان محمد فارع - شبكة اخبار الجنوب -
يحتل الإعلام مكانة كبيرة في حياة الناس فهو الوسيلة الأكثر حيوية والأوسع انتشاراً، ودون شك أن الإعلام بكل أنواعه وتقنياته قد أحرز نجاحاً وبات من أقوى أدوات الاتصال والتواصل والإقناع الذاتي وأداة التأثير والتغيير وصناعة الرأي العام ولسان حال المجتمع، وعبره يسهل إيصال الرؤى والأفكار إلى المتلقي، إذ أصبح من الضروري الاستعانة بوسائل الإعلام من أجل بناء المجتمعات اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، إضافة إلى كونه يؤدي دوراً استراتيجياً في التنمية المستدامة بمختلف مجالاتها وقطاعاتها، بالتالي على الإعلاميين أن يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم ويضعون نصب أعينهم أنهم أحد ركائز المجتمع في البناء والإصلاح والتغيير وإحداث نقلة نوعية على كافة المستويات.
الإعلام رسالة إنسانية نبيلة، ويتوجب على وسائل الإعلام إنجاز رسالتها تجاه المجتمع من خلال مواجهة العديد من المشكلات والدخول إلى حياة الناس واستيعابهم وفهم مشكلاتهم وتناول قضاياهم والبحث عن مكامن الخلل والمبادرة في تصحيح الاختلالات وتقديم البدائل والحلول، فالإعلام الناجح هو الذي يعبر عن آمال وتطلعات الناس، ويستطيع أن يخلق علاقة تفاعلية إذا ما وظف وسائله المتنوعة لخدمة مصالح الشعوب ووجه اهتماماته نحو إثارة قضايا بعينها وسلط الضوء على حقوق الإنسان داخل المجتمع، بذلك يسهم الإعلام في عملية التغيير الاجتماعي، ناهيك عن وظيفته الرقابية في حماية المجتمع وصيانته من الفساد والفاسدين وسوء استخدام المناصب، وهو أيضاً يمارس دور المرشد الذي يهدف إلى تنمية الوعي وتثقيف المجتمع وتصحيح التصورات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة للأفراد وتوجيههم نحو الاتجاه الصحيح عبر طرح أفكار جديدة ومتحضرة، وحينما يلتزم الإعلام بأجهزته المختلفة بجميع تلك الوظائف يصبح حينها ذي تأثير إيجابي في واقع الحياة .
لاتزال أجهزة الإعلام غائبة وبمعزل ولو بشكل جزئي عن رصد وتغطية الكثير من القضايا والمعاناة اليومية للناس وتمثلهم تمثيلاً حقيقياً ومساندتهم والدفاع عنهم لاسيما المشكلات العامة كالفقر والبطالة والسكن العشوائي وانعدام الخدمات العامة والانحراف السلوكي وسوء مناهج التعليم وتدهور الأوضاع الصحية، فلا تشكل تلك الهموم المعيشية للناس بالنسبة للإعلام أولوية في الترتيب والطرح بالتالي يفقد دوره في خدمة قضايا المجتمع مما ينعكس سلباً على علاقته التفاعلية المفترضة مع الجمهور ويفقده الاحترام والثقة.
وبالضرورة أن يتسم الإعلامي الناجح بالنزاهة والحيادية والموضوعية في نقل المعلومات كما أني لا أحبذ على الإعلاميين الخوض والحديث كثيراً في الجوانب الشخصية الحياتية الخاصة بهم، فالأصل في الإعلامي إنكار الذات أمام حاجة المجتمع إليه، ليكون الإعلام منبراً للمواطن، وتحقق الوظيفة الإعلامية الغايات المرجوّة منها.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 07:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=2597