الخميس, 25-مارس-2010
شبكة أخبار الجنوب - د - فائد اليوسفي د - فائد اليوسفي - شبكة اخبار الجنوب -

اليوم رأيت برنامج الساعة 3 عصرا فى القناة الفضائية اليمنية ومنع رجال الأمن صحفيي الفضائية اليمنية من دخول الجامعة لعمل تحقيق صحفى، وكان المنظر (منظر المشاجرة بين رجال الأمن والصحفيين) مؤسف جدا. ومع أن القضية بسيطة الى أنها تعقدت بسبب إعطاء الأمور وإيكالها الى غير اهلها. إبتداءا من الصحفيين وإدارة الفضائية اليمنية التى كان يجب عليها أن تنسق مع إدارة الجامعة للدخول لعمل مثل هذا التحقيق الصحفى الذى يكفله الدستور وخاصة ان الفضائية اليمنية حكومية يعنى ناطق باسم الحكومة، فما بالك بالصحافة الحرة.


قد يكون ما حدث نتيجة خطأ لعدم تنسيق بين إدارة القناة وإدارة الجامعة وقد يكون خطأ فرديا من قبل أحد الصحفيين أو رجال الأمن او رئيس الجامعة او من ينوب عنه فى إعطاء الأوامر لرجال الأمن. هناك خطأ ما بكل تأكيد  جعلت طاقم الفضائية اليمنية يمنع من دخول الجامعة، وجعل العسكرى يشتم من يعبرون عن نبض الحكومة وسياساتها ونبض معظم ابناء الشعب فى الشارع اليمنى (الفضائية اليمنية) الى درجة ان تشتكى الفضائية للرئيس شخصيا وتطالب الشعب بالتعاطف، منظر محزن جدا.


الإعلام هو السلطة الرابعة لابد أن يفهم رئيس الجامعة وأعلى مسؤل فى الدولة هذا وبدون الإعلام لن نقضى على الفساد والمفسدين ولن نستطيع إيصال رأى الناس الى المسؤلين. الصحافة الهادفة والإعلام الهادف مهم جدا فى كشف كل متأمر وخائن وعميل وكل من يسيء الى الدولة والوطن والمواطن وهى مفيدة لرئيس الجمهورية والحكومة ومجلس النواب ولجنة مكافحة الفساد، إذا كان هناك جدية فى محاربة الفساد فعلا.


إن تصرفات رجال الأمن لم تكن بالمستوى اللائق وغير مقبولة بالمرة. لماذا لايأخذ هؤلاء دورات فى تحسين اداءهم وتعاملهم مع المواطن بشكل عام ومع الجهات الرسمية واصحاب المقامات بشكل خاص. ومادام الامور وصلت الى هذا الحد فأريد من وزير الإعلام ان يطرح ما حصل على وزير التعليم العالى فى الإجتماع الاسبوعى للحكومة. وعلى وزير التعليم العالى التحقيق بالحادث. لابد ان يعمل الوزراء بروح الفريق الواحد (هذه حكومة مش لعبة) إلا إذا كانت رئاسة الجامعة لا تخضع للحكومة وبالتالى سنلجأ الى رئيس الجمهورية كما فعل من فى القناة الفضائية بمناشدتهم للرئيس.


ما حصل من منع الصحفيين من دخول الجامعة شىء غير مقبول بالمرة وترك رجال الأمن يهينون طاقم الفضائية اليمنية كبيرة لا بد من عدم تمريرها مرور الكرام. ومع هذا لا نريد الا إحترام الذات وتطبيق القانون والتحقيق فى ما حدث فربما يكون رئيس الجامعة ورجال الأمن مظلومين.


وخلاصة ما اريد قوله هو:
1- السلطة الرابعة (الصحافة المسؤلة والمهنية) لا يقل دورها عن السلطات الثلاث (تنفيذية وقضائية وتشريعية) وعلى الجميع أن يفهم هذا. وكون أن بعض الصحفيين وبعض الصحف اساءت التصرف هذا لا يعنى أن الجميع مسيئين وفرصة لتصفية الحسابات دون مبرر قانونى او أخلاقى، ونحن لا نقبل مصادرة الرأى والرأى الأخر طالما أنه لايمس الأمن القومى اليمنى والوحدة، كما أننا لا نقبل بتهميش دور السلطة الرابعة، والغلطان يحاسب ضمن حدود قانون الصحافة. أما التصرفات القبلية فمرفوضة.


2- الإستمرار فى تأهيل رجال الأمن وإعطائهم دورات تأهيلية فى الإتيكيت وحسن التصرف، خاصة ممن يقومون بحراسة الأماكن التى تعتبر وجه اليمن مثل مراكز الدراسات والجامعات والمؤسسات الحكومية، ونقل مثل هؤلاء الجهلة الذين عرضتهم الفضائية الى مواقعهم التى تليق بمستوى تعليمهم وثقافتهم، ربما الجبهة مع الحراك مناسبة لأمثالهم.


3- التنسيق بين الوزارات من خلال الإجتماع الاسبوعى فى مجلس الوزراء لحل المشاكل العالقة فالوزراة كيان واحد ولا يعقل ان لا يحترم وزير اخاه الوزير.


 ما حدث شىء سيىء ومؤسف أتمنى أن أرى ردة الفعل المناسبة تجاهه من قبال رجال الدولة، فهل يعقل ان تشتكى جهة رسمية ومسؤلة (الفضائية اليمنية) ظلمها للشعب، كارثة سياسية. يجب معرفة الأسباب التى جعلت رئيس الجامعة يرفض عمل مثل هذا التحقيق الصحفى.  ويُـفضّل أن يكتب مقالا كى يبين لنا وجهة نظره او يعمل مقابلة تلفزيونية يشرح لليمنيين ما حدث إذا كان مهتما بتوضيح وجهة نظره للشارع اليمنى.
وتحياتى للقائمين على مكافحة الفساد والسلطة الرابعة والإعلام الهادف

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 05:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=2583