الخميس, 25-مارس-2010
شبكة أخبار الجنوب - كمال باحاج كمال باحاج - شبكة اخبار الجنوب -

لقد كان موظفي المؤسسة العامة للإتصالات قبل حولي 10 سنوات تقريباً يحسدون على اوضاعهم الوظيفية والمالية والمعيشية على الرغم من قلة الصرفيات والترقيات في تلك الأيام ، كون الوضع المعيشي سابقاً كان معقولاً وافضل بكثير من هذه الأيام ومهما كانت السلبيات.
اما في بعد تلك الفترة فإن المؤسسة واوضاعها كما قال الشاعر :
كالقبر غطته الزهور وتحته عفن دفينُ


حيث اصبح إهتمام القيادة العليا بالمظاهر والمناظر الخارجية اولى من إصلاح ا لأوضاع الداخلية للمؤسسة وكيانها الذي كان يضاهي شركة النفط و اليمنية و غيرها من الشركات والمؤسسات الحكومية الكبرى.
وفي هذه الأوضاع صار حال الموظفين وإنتاجهم من سيء إلى اسوأ بسبب إجحاف حقوق العاملين وسوء الإدارة التي تنظر غالباً إلى ان الحقوق المكتسبة للعاملين من المؤسسة تعد بذخاً وإسرافاً واصبح الإهتمام بالموظف شيئاً ثانوياً.


على الرغم من البذخ والصرف الزائد للأموال في تغيير الحدائق ومكاتب مدراء العموم وشراء السيارات الحديثة وصرف بعض المكافآت الضخمة لبعض الشرائح.
وقد سمعنا قبل حوالي عام ان المؤسسة ستمنح موظفيها تخفيضاً في خدمة الـ ADSL ولكن للآن يبدو ان القيادة العليا قد حسبتها بالخسارة عليها.
حتى اصبح اهم منجز من منجزات المؤسسة خلال هذه العشر سنوات هو تغير الحدائق وطمس الهوية السابقة وشراء السيارات الحديثة وتغيير المكاتب لمدراء العموم وكأن السابقه مثلت حجر عثرة امامهم .


وقد سمعنا من القيادة العليا للمؤسسة ومن الوزير السابق تحديداً وعودنا كثيرة انه بدخول يمن موبايل الوليدة للمؤسسة العامة للإتصالات إلى السوق ورواج خدماتها سيعم الخير لجميع موظفي المؤسسة وكونها تمتلك ما يقارب 60% من اسهم يمن موبايل ، وعلى العكس كان الواقع حيث اصبحت يمن موبايل شركة خاصة وموظفيها الذين انتقلوا من المؤسسة إليها تم تسوية اوضاعهم مثل الشركات الخاصة وبشكل جيد وهم مازالو في ظل المؤسسة، وتم تجاهل بقية الموظفين في المؤسسة في هذا الجانب وكأن يمن موبايل اتت من الخارج وليس من داخل المؤسسة وما زال اكثر من نصف ملكيتها لها ، وبهذا عم الخير لشريحة معينه فقط وللقيادة العليا للمؤسسة فقط وليس كما سمعنا من الوعود لجميع موظفي المؤسسة ، وعلى الرغم من ان موظفي المؤسسة مازالو قاعدة ليمن موبايل في الفروع ويعتبرون من مؤسسيها.
وبعد كل ذلك يدخل موظف المؤسسة اليوم إلى يمن موبايل وهو غريب وينظر إليه بنظرات الإستخفاف وعدم الإحترام إلا في حالة ان تكون لديك صداقة سابقة مع الموظف الذي تريده ، على الرغم من ان هناك مجموعة من موظفي يمن موبايل قد دخلوها على حساب زملاء لهم آخرين في المؤسسة نظراً لما شاب علميات التوظيف فيها من وساطات ومحسوبيات وسرية كبيرة ، ولم تكن الإختبارات والمقابلات إلا تغطية لجانب روتيني ولا تمت إلى نتائجها الغير معلنة في وقتها بأي صلة .
ولا ندري الآن لماذا لا تعير القيادة الحالية للمؤسسة اي اهتمام بموظفي المؤسسة وما هو موقفها من الوعود السابقة .


وقد سمعت كثيراً عن بناء الإدارة العامة للإنشاءات للعمائر والفلل لبعض قيادات المؤسسة ولا أدري مدى صحة هذه المعلومات ، فأتسائل ما حقيقة ذلك وهل حصل ذلك الشيء دون النظر إليه من الجهات الرقابية للدولة ام ان تلك القيادات كانت تحاسب المؤسسة كما يحاسب المالك المقاول ، وإن لم يكن كذلك فلماذا لا يعطى الموظفين حقاً في هذا الجانب ولو يسيراً امام ما تجنيه القيادة العليا للمؤسسة.
ربما يصيبك بعض الإحباط او الإحراج عندما تتحدث انت وشخص ما وهو يمتدح وضع موظفي الإتصالات في الوقت الحالي ويضفي عليك طابع النعمة كونك في الإتصالات ، لكن الحقيقه انك تحمد الله وتشكره على ما انت فيه وتذكر كما يقال الصيت ولا الغنى .
وعلى الرغم من كثرة القرارات والترقيات التي اصدرت في هذه الفترة وإحداث إدارات عامة جديدة داخل المؤسسة وإعادة هيكلتها وتعيين مدراءها ، إلا ان تلك القرارات والتحديثات كانت 99% منها تصب في إطار مزاجات ومحسوبيات وقرابات خاصة ومعينه ولا تمت إلى طابع الإنتاج و الإجتهاد في العمل بأي صلة وللإسف .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 07:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=2582