الثلاثاء, 16-فبراير-2010
شبكة أخبار الجنوب - معاذ الخميسي معاذ الخميسي - شبكة اخبار الجنوب -
يتساءل كثيرون هل (الهنجمة) من شروط تعيين المسئولين.. وبها سيكون الحال (أفضل).. والمسئوليات (أهم).. والسيطرة أعمُّ وأشمل..؟
هل (الهنجمة) ركنٌ من أركان الوصول إلى الكرسيّ (الكبير).. وبدونها لن يستقيم الوضع.. ولن يمشي (الموظف) في حاله.. هادئاً.. صامتاً.. مطيعا؟!
مخطئ من يعتقد ذلك.. أو من يذهب باتجاه الاستناد على (الهنجمة) لممارسة مسئولياته ومهامه وهو يظنّ ـ وبعض الظنّ إثم ـ أن قرار تعيينه شمل التنبيه على ضرورة (الهنجمة) على خلق الله وعباده.. وعلى الموظفين (الغلابة) الذين لا يعرفون من أين (يلاقوها) من الوضع السيئ الذي تعيشه وزارتهم أو مؤسستهم أو المصلحة الحكومية التي يعملون بها.. وبالكاد يحصلون على رواتبهم (الضئيلة) أم من (الهنجمة) التي لا تزيد سوى قناعة بأن الزمن لا يأتي بأفضل.. وأن البعض من (المسئولين) كانت له طفولة (بائسة) وهو يتعرض كما يبدو للضرب من (عيال الحارة) ويريد أن ينسى العقدة بمزيد من (الهنجمة) كما يقولون على الفاضي والمليان!!
كرسيّ المسئولية كما هو مفهوم عند الجميع.. هو كفاءة واقتدار.. وخبرة ومؤهل.. وهو أيضاً إحساس بالآخرين.. وقدرة على (صنع) الجديد بالأفكار.. لا بالتحول إلى (بعبع) وتصدير (الخوف) للآخرين!
المسئولية هي قيادة.. وبالطبع القيادة فن، ولا أعتقد أن من فنون الوصول إلى النجاح وكسب احترام وتقدير الآخرين يتطلب ولو القليل من (الهنجمة).. بقدر ما يتطلب أن يكون (المسئول) رزيناً.. هادئاً.. مستوعباً.. فاهماً.. حريصاً.. نزيهاً.. مبتسماً.. يسمع.. ويناقش.. ويقول كلمته التي لا تقلل من قدر الآخرين.. ولا من مكانتهم.. ولا من حضورهم (الإنساني).. حتى وإن كان الرد سلبياً أو في غير ما يريده الموظف أو المدير أو المراجع أو المواطن!
المسئولية هي القدرة على جمع خيوط النجاح والتقاطها رغم أية صعاب أو ترصدات أو مماحكات.. وهي أن يظل (المسئول) محل إعجاب واحترام وإشادة من حوله.. ومن يقصدون مكتبه.. أو حتى من يطلبونه على (الهاتف) فلا يتهرب.. ولا يحول تلفونه.. ولا يحتاج إلى تصنُّع (الأهمية)!
المسئولية هي في جانب مهم (تواضع) يرافق كل الخطوات.. ولا يفرق بين صاحب وجاهة وآخر مواطن أو موظف (عادي) ليس له ظهر أو سند!
والمسئولية يا جماعة الخير.. ياكل من حولتموها إلى استعراض (للحواجب المعقدة) والأنف (المغرورة) والوجه (الكئيب) والعين (المبهررة) هي ليست هكذا أبداً.. هي (أمانة) تبرأت منها الجبال وحملها الإنسان.
ومهما كان وكيف ما كان.. فإن الوجه (المهنجم) بسبب وبدون سبب لا يؤكد إلاّ على أن صاحبه بلا عقل.. وبلا فكر.. وبلا قدرة.. وبلا خبرة.. وشأنه شأن ذلك البرميل الفارغ الذي يُصدر أصواتاً مزعجة في حركته.. وحتى في سكونه.. أو في هنجمته!!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 05:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=2202