السبت, 02-يناير-2010
شبكة أخبار الجنوب - طفلة شبكة اخبار الجنوب -

برلين - أندريا بارثليمي - تحب ماري التي تبلغ من العمر خمسة أعوام أن تضع خصلات شعر إضافية، وتلمع أظافر أصابعها بطلاء قرمزي بينما يبدو بريق أحمر الشفاه على شفتيها، وتصيح البنت الصغيرة وهي تجلس على مقعد عال صمم على شكل سيارة في انتظار انتهاء عملية التجميل التي تجرى لها : " إنه "أحمر الشفاه" بمذاق التوت. إنه رائع ".

وتعد ميشيل التي تبلغ هي الأخرى من العمر خمس سنوات زبونا منتظما في صالون التجميل هذا الذي يلقى إقبالا ويحتل مساحة داخل أحد المتاجر الكبرى بالعاصمة الألمانية برلين، وتقول أمها في مقابلة تليفزيونية : " اعتقد أنه من المهم أن تبدو ابنتي في شكل حسن لأنها جزء مني "، ويقلد الكثير من الآباء الألمان نجوم المجتمع في الولايات المتحدة مثل جيونيث بالترو وكاتي هولمز ومادونا، في الإنفاق على شراء مستحضرات التجميل وتصفيف الشعر والأزياء المصممة وفقا للاتجاهات الحديثة لأطفالهم.

وتتزايد بشكل مستمر تشكيلة مستحضرات التجميل الموجهة للأطفال وتتراوح بين الشامبو القرمزي اللامع إلى منتجات العناية بالجلد، ولا يوجد أي نقص في الطلب على الرغم من تحذيرات أطباء الأطفال من أن استخدام الكثير من المواد العطرية والحافظة والملونة يمكن أن يتسبب في الإصابة بالحساسية.

كما أن الآباء الألمان ينفقون المزيد من الأموال على ملابس أطفالهم، بل أن البعض يذهب إلى مدى أبعد وينفقون نقودهم على شراء الملابس التي تنتجها شركات تجارية شهيرة مثل أرماني وكلوي، وحتى الآن فإن الآباء في فرنسا وإيطاليا هم عادة الذين يشتهرون في أوروبا بالرغبة في كسوة أطفالهم بأناقة.

وتشير إحصائيات القطاع الصناعي إلى أن الآباء الذين يحصلون على أجور عالية والذين لديهم طفل واحد هم وحدهم الذين على استعداد لأن يدفعوا 65 دولارا ثمنا لحلة لعب مصنوعة من القطن الصديق للبيئة، ونشرت صحيفة فرانكفوتر ألجماينة تسايتونج الألمانية واسعة الانتشار مقالا مؤخرا تحت عنوان " أطفال 800 يورو " جاء به أن الأزياء الموجهة إلى الأطفال الصغار تعد قطاعا متناميا على الرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع معدل المواليد في ألمانيا.

وأشار كاتب المقال إلى زيادة أرباح شركة بيتيت باتو للأزياء بنسبة 5ر8 في المائة خلال الفترة من خريف عام 2008 إلى بداية شتاء 2009 نتيجة تزايد مشتروات ملابس الأطفال، وقال إن أرباح قطاع الملابس الجاهزة برمته انخفضت خلال نفس الفترة بنسبة تسعة في المائة.

وأصبح اختيار الملابس الجيدة والمظهر المميز وسيلة لإعطاء الطفل مكانة متميزة على أقرانه، كما أصبحت البنات يتأثرن بشكل أكبر بهذا الاتجاه الذي صار نجوم المجتمع يشجعون عليه، وفي هذا الصدد يقول بورفين باندلوف استاذ السلوك والطب النفسي بجامعة جوتنجن الألمانية إن النجوم الذين يرتدون الملابس الراقية أمام عدسات المصورين الباباراتزي"الطفيلييين" والتلفاز عادة ما يكون لهم شخصيات نرجسية طموح بشكل خاص، وقد ألف باندلوف كتابا حول الإعجاب المفرط بالنجومية.

ويوضح باندلوف أن النجومية تستدعي خلق وضع متميز عن الآخرين، وأن " الطفل المثالي " هو عادة امتداد لنرجسية الآباء، فالبالغون الذين يعطون قيمة كبيرة لرموز المكانة الاجتماعية مثل الملابس أو مستحضرات التجميل غالية الثمن غالبا ما يطبقون نفس النظرة على أطفالهم، وفي هذه العملية يسقطون رغباتهم في التميز على أطفالهم الصغار الذين يمكن أن يصبحوا في بعض الحالات المغالى فيها مجرد صورة مصغرة من الآباء وينظر إلى الطفل الصغير على أنه بالغ مصغر.

ويحذر البروفسور باندلوف من أن هذا الاتجاه يمكن أن يسفر عن عواقب سلبية بالنسبة لتطور شخصية أطفالهم، ويقول إن الشخص الذي يراعي دائما الحفاظ على أناقة ثيابه ليس من المرجح أن يلعب وسط الأتربة أو يتسلق شجرة وقد يعمد في مرحلة لاحقة من حياته إلى اختيار أصدقائه على أساس المظهر،

ويضيف إن كل طفل يحب أن يلبس ثيابا حسنة المظهر من آن لآخر ولكنه في معظم الحالات يفضل أن يرتدي ملابس بهيجة الألوان، ولا يلحظ الطفل بطبيعته ما إذا كان يرتدي سلوبيت من قماش قطني خشن أو من الجينز الذي أنتجته شركة تجارية شهيرة.


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=1751