الأربعاء, 14-يناير-2015
شبكة أخبار الجنوب - محمد الظاهري محمد الظاهري - شبكة اخبار الجنوب -
ثورة شباب اليمن، في البداية عظيمة حيا بها الحاظر وزكاها البعيد كانت مطالب شباب نظيف، ثم تحولت الثورة إلى ازمة كبيرة، نقش حروفها المتحايلون، حولوها من ثورة إلى ازمة محفوفة بالوشاية والغاغة والدعاية، وبعد أن اختمرت الفكرة ونضجت الحكاية في السبك والتقنية تبرع المتربصون إلى ترجمتها إلى مسرحية هزلية مشحونة بالدخان وما طغى وغفى من أحزان المحتقنين غياً وطغياناً. وهذه أول مسرحية على مستوى العالم وعلى مدى التاريخ يموت فيها المتفرجون ويبقى الممثلون يرقصون على خشبة المسرح، منتظرين آخر رمق لآخر متفرج، وآخر أداة من أدوات حياته. ما يتم إنجازه من فشل على الأرض اليمنية، لهو صيحة من صيحات العصر الهزلي وسيناريو عبثي لا مثيل له في التاريخ اليمني ، وحتى لو فكر عتاة العبثيين من فلاسفة ومفكرين فلن يستطيع أحدهم تفسير ما يحدث في اليمن اليوم حتى لو نهض سارتر بجلاله وقدره فسوف يضع يديه على رأسه ويقول حشى ما هذا كون، فالذي يجري على الساحة اليمنية من صنع بشر تخلقوا بأخلاق الشياطين واقترضوا قلوب ذئاب وعقول بلهاء لا تعرف للحق قضية فمن يقتل نفساً من غير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً، وفي بلادنا اليمن يموت الإنسان اليمني كاْنه موجود في شارع استوطنته طائفة من غير طائفته.. ما يحصل يعيد تاريخ حرب وقتال عبيد ضد زيداً، والهدف تسلط وغلظة وتعنت قلوب وعجز كلي عن التعايش السلمي مع الآخر.

عندما تتورم الذات تصبح الأنا موقد نار يحرق الأخضر واليابس وفي أتونه تذوب أجساد المظلومين والمغبونين والذين لا حول لهم ولا قوة إلا أجسادهم العارية ودموعهم المتدفقة مدراراً وصرختهم التي لا يتلقفها إلا الفراغ الوسيع. عندما يتخلى العقل عن صوابه وتتقاعس النفس عن النهي عن المنكر وتتمادى الأفئدة في بث ثاني أكسيد الكربون ويختزل الوطن في لص او مجموعة من اللصوص ، فالأرض تصير غابة موحشة تتقاذفها الضواري بالأنياب والمخالب، وكل ما أبدعته النفوس الشريرة من أدوات التدمير والهدم والقتل وسفك الدماء. عندما اْشاهد مايحصل في اليمن فإني والله اْشعر بالعدمية وفراغ رئاسة هادي لليمن حتى من أدنى المعاني وأصغر القيم. كل هذا يحصل في بلدنا اليمن واْعدائنا من حولنا يرقصون الباليه طرباً لأن ما يجري حفلة مجنونة !!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 04:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=16791