نزيه احمد العماد - شبكة اخبار الجنوب -
لم أجد في كلمته أي شيء مما يروجونه و مايدعونه عنه وعن جماعته، تحدث عن المستقبل وعن السيادة الوطنية و عن انتخابات شفافة و طالب ببناء جيش وطني وفقاً لما جاء في مخرجات الحوار، رفض الاقصاء و الاستبداد و طالب بشراكة تضمن مصلحة الجميع بما فيها مصلحة من يمارسون الاقصاء اليوم، وانتقد تسطيح المناهج الدراسية ، وطالب بتنفيذ فوري لمخرجات الحوار دون الالتفاف عليها، طالب بتشكيل حكومة كفاءات تشمل كل اطياف الشعب اليمني، وأدان الانفلات الأمني الذي تشهده اغلب مناطق الجمهورية اليمنية، تحدث عن احترام مضامين النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، ناشد الدولة بأن تدافع بالثقافة والتعليم عن استقلالها، تحدث عن الشراكة الوطنية كأساس لبناء المستقبل،،،
الحوثي في خطابه يوم الجمعة قدٓمٓ لخصومه -الاخوان المسلمين- وصفة النجاح التي استندت عليها جماعته في انتشارها المستمر، خاطب الأخوان ناصحاً بأن إنجاح الحكومة هو نجاح شعبي لهم لأنها ستجعل المواطن يرى الفارق بين ادارتهم و ادارة من سبقوهم، واستغرب تعمدهم افشال الحكومة التابعة لهم خصوصاً الحقائب الوزارية التي تتبعهم مباشرة، هنا الحوثي يوضح لهم بأن نجاح جماعته كان بسبب حُسن إدارتها للمناطق التي يسيطرون عليها و إدراك المواطنين للفارق في الاداء و هو ما سهل عليه وعلى جماعته اسقاط خصومهم منطقة بعد أخرى،،،


وبالرغم من أن هذا الخطاب يعبر عن تقدم كبير وملحوظ في خطاب جماعة انصار الله عموماً وخطاب زعيمها عبدالملك الحوثي إلا أن هناك من يرفض مجرد فكرة أن يتحدث عبدالملك الحوثي، وهناك من يقلقه التقدم السياسي الذي يحرزه خطاب الحوثي لأنه يفند اسسهم السياسية المبنية على استجلاب الاعداء ولن يشجعوا هذا التقدم بل سينكرونه بالرغم من انه لمصلحة الجميع،،،
ركز عبدالملك الحوثي في خطابه على المستقبل لم يستجر التراث الديني او احقاد الماضي، لم يحرض على أحد او يطالب بالانتقام من أحد أو بإقصاء أحد، وبمقارنة بسيطة مع المقال الذي نشره حميد الاحمر الاسبوع الماضي و الذي اكد فيه انه لن يقبل بالشراكة مع خصوم جماعته السياسيين لأنهم مثلث شر يجب استئصاله بحسب تعابير الأحمر، بالمقارنة بين خطاب الحوثي ومقال الأحمر أرى أن الحوثي وهو في موقع المنتصر ميدانياً يطالب بالشراكة حتى مع من انكسروا امام جماعته بينما الاحمر وهو في وضع بائس مازال يكابر و يرفض فكرة الشراكة و التكيف مع التغيير التي زعمت جماعته بأنها رائدته.