الجمعة, 04-ديسمبر-2009
شبكة أخبار الجنوب - امين الوائلي امين الوائلي -


Ameen71@gmail.com
 


مثلما ظُلمت الضالع - سياسياً, من قبل بعض أبناءها العاقين
,فإنها ظُلمت وتظلم ,سياسياً واجتماعياً وإعلامياً,ليس فقط من قبل المفترين عليها والمتمسحين بتأريخها والمتحدثين – زوراً- باسم أبناءها,


 بل ويشاركهم في اقتراف الظلم بحق المحافظة  وبحق أهلها, أطراف أخرى  في السلطة وخارجها؛


يتعمدون منافسة (الحراكيين) في  تقزيم محافظة كبيرة بحجم الضالع ..وفي تحجيم الكثرة الوحدوية الوطنية من أبناءها وشبابها ,لحساب القلة الفوضوية الصاخبة والمشاغبة - والمحظية أيضاً,برغم كل شيء..!



تهميش أو تهشيم  الأجيال الشابة والصاعدة والقوى الاجتماعية النظيفة, المتعافية من أوزار التأريخ وصراعات الرفاق وثاراتهم ,ومن حسابات ماقبل 1990م ,ساهم إلى حد بعيد في إقصاء القوى الوحدوية والطاقات الشابة وحرمانها أن تأخذ مكانها وتلعب دورها المفترض والمطلوب في الساحة المحلية وضمن المعادلة الوطنية.
 


بقي الجمع الغفير والأكثرية الصامتة, من أبناء الضالع بعيدين عن الواجهة ومستبعدين من المواجهة التحولية, ومبعدين عن إدارة الأحداث وتخليق التحولات وصناعة المشهد الجديد,في هذا المربع الجغرافي الاستثنائي والمثقل,بأوجاع الزمن التشطيري السابق, وانتقائية الزمن الوحدوي؛ النازع نحو تكريس القديم.. واستخدام المستخدم ,وإهمال الأجيال الشابة, التي تتنفس الوحدة وتعتقدها..إيماناً ومشروع حياة..!
 


بقي نَفَرٌ قليل من الأسماء ومن الوجوه القديمة,هم الأصخب والأكثر حضوراً وتأثيراً في الساحة وفي صناعة وتوجيه الأحداث  في الضالع,ليس لأنهم الأقدر أو الأجدر أو الأخطر,
 ولكن لأن(المُخرج) - أولاً- ..للأسف الشديد.. لم يلتفت نحو الأكثرية المتحالفة مع الزمن الوحدوي والباحثة, في مجرى التحولات والأيام,عن مناسبة واحدة, لإثبات قدراتها وبلورة وحدويتها


عملاً..وأملاً.


ولكنها بقيت هكذا؛ مهملة ومقصية ومهمشة...وتنتظر


 حتى ملّت وشبعت من الملل ومن التذمر,ولكنها باقية على دين الوحدة لم تتزعزع برغم المرارة وظلم ذوي القربى.



ولأن أكثر من (مُخرج)- ثانياً – تعمد إعادة (شحن) الأرقام القديمة والبالية, بكروت (التعبئة) و(الدفع المسبق) ,ظناً منهم بأن مضاعفة الرصيد كفيل بتفعيل الولاء وكسب الثقة وضمان (الخدمة).
غير مدركين بأن هؤلاء المحضيين مجرد أرقام منسية,غير صالحة للاستخدام؛(خارج نطاق التغطية) أو (مفصولة)..!



ما يحدث الآن وما يستمر في الحدوث, في الضالع خاصة,وفي الضالع وأخواتها عامة, يعبر عن (أزمة إخراج) بالدرجة الأولى؛ لأن المخرجين كثروا,ولأنهم غير محترفين, فقدموا أولوياتهم وحساباتهم وأمزجتهم,فجاء النص وجاءت المشاهد اللاحقة ,غاية في السوء والاهتراء والفشل,وبقيت أولويات وحسابات الواقع والساحة معطلة وقابلة للتضليل وللتحشيد في الاتجاه الانتقامي المضاد..!
 


ربما استطال الناس بالحديث عن مشكلة (المتقاعدين,والمتعاقدين),ولكن الجزء الأهم من الحكاية لم يتطرق إليه أحد من المتمنطقين بحراب الحراك أو من المجادلين في الطرف المقابل,وهو أن المشكلة الأعمق تكمن في تسريح القوى الاجتماعية العريضة والأجيال الجديدة والكتائب الوحدوية ..وتعطيلها عن دورها وعملها ووجودها الوطني ,
باعتبارها الرافعة  الحقيقية لإعلاء بناء الزمن الوحدوي وصاحبة المصلحة الفعلية من الوحدة


 وتجذ يرها, في  النفوس والعقول والقلوب قبل  الخطابات والبيانات أوالتنسيب  الحزبي بالبطائق الشكلية الخائبة..!



مالم يقله صديقنا الإعلامي  الشاب والناشط المخلص(صقر المريسي) ,ومالم يكتبه زميلنا الصحافي المشاغب والمثابر(محمد الشعيبي),ومالم يصرح به العشرات من الإعلاميين والصحافيين والمثقفين الشباب من أبناء الضالع ,والمئات من الناشطين السياسيين والحزبيين,والآلاف من المواطنين وقادة المجتمع والرموز الاجتماعية وغيرهم,هو مايجب أن يُقال الآن وعلى الدوام,من دون تلعثم وبلا تردد.
 


مالم يقله هؤلاء  جميعاً؛ هو أن التجاهل والتهميش والحرمان والإقصاء وشتى صنوف الشطب والإلغاء والإزاحة,والتي مورست ضد الأكثرية المؤمنة بالوحدة, وضد المجتمع الشاب, وضد الطاقات المتطلعة والحالمة بالانخراط في عملية التغيير والتطوير والتحديث.. وأن يكون لها دورها ومكانها وحضورها الطبيعي في الزمن الجديد,قد أدى في النهاية - وما من نهاية تُرى في الأفق- إلى صرف القوى الوطنية الأهم وبالتالي انصراف جزء كبير منها,ومؤثر,عن معترك السياسة والأحداث ,والقلة المعاندة بقيت لوحدها في الساحة تواجه قدرها, بين طرفين لدودين كل منهما يناصبها الجفاء والعداوة ويراها عائقا أمامه:
- الأول (السلطة), تجاهلها ومال لقلة انتهازية هرمة وعديمة الجدوى والجدية, فأسند اليها المناصب والمكاسب والعطيات على حساب الناس وضد منطق التأريخ وحسابات الربح والخسارة.


- والآخر (أفرقاء الحراك), قفز عليها وصادر صوتها واعتدى على حقها في الوطنية والوحدوية وفضيلة الانتماء لوطن واحد موحد اسمه اليمن.



السيناريو السابق حدث في الضالع وفي غيرها من المدن  والمحافظات؛ في صنعاء وأبين وإب  والحديدة وحضرموت وصعدة وتعز.....الخ.
والأدهى أنه لا يزال يتكرر؛ وكأن الناس لا يستفيدون من الدروس ومن التجارب والمصاعب والمصائب؟!


ولا يريد أحد أن يفهم أو يقتنع, أن اليمن لا يحتمل مزيدا من التجارب الاعتباطية المشابهة, فالتجريب قرين التخريب في مثل هذه الظروف والحالات المفصلية (..)


والذين استُميل ولاؤهم بالمال ,أسهل وأسرع ما مالوا بالولاء لجهات أخرى ,وبالمال أيضاً.


ومالم نقنع ,ونقتنع بتحكيم الرجال على المال,وليس العكس, فلا تقولوا : "شدة ..وتزول"..!


ولكن,أيضاً وثانية,أي رجال نعني ونفهم ؟!


أم أننا لم,ولا نريد,أن نفهم؟


 

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 12:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=1516