الثلاثاء, 07-يناير-2014
شبكة أخبار الجنوب - عبدالكريم مدي عبدالكريم مدي - شبكة اخبار الجنوب -
ممارسة الأحزاب اليمنية "الّلواكة" السياسية، من أجل البحث عن مكاسب سياسية وشخصية، فيما الناس يموتون جوعاً وبؤساً وحزناً وكمداً، وبالآلاف على الطرقات وفي المدن ومناطق الصراعات، ومعهم- أيضاً- آلاف المرضى الذين لا يجدون في المستشفيات من يسأل عنهم أو يلتفت لحالاتهم الصحية والإنسانية ويعطيهم إبرة تخفّف وتسكّن من أوجاعهم.. هذه الممارسة والثقافة لا تستقيمان مع المنطق ومع السياسة،التي هي، أساساً، قائمة على القيم والأخلاقيات وليس على الصفقات والامتيازات. أتمنى وهناك إحصائية دقيقة لعدد القتلى والجرحى الذين سقطوا ويسقطون كل يوم في دماج وحرض، ووادي خيوان ودنان وحوث والبقع وأرحب والجوف، منذ عام فقط، نتيجة للمعارك التي تتسع كل يوم بين الحوثيين والسلفيين. وأتمنى وهناك إحصائية دقيقة لعدد الأُسر التي هُجرت من بيوتها وقراها، والأطفال الذين يُتموا وحرموا من مدارسهم وآبائهم وأمهاتهم وتبخرت أحلامهم وطفولتهم على طول وعرض هذه البلاد. وأتمنى إحصائية دقيقة لعدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في المحافظات الجنوبية، وعدد الأسر الشمالية التي طُرِدت من المكلا وسيؤون ولحج وعدن وأبين ومديريات ردفان نتيجة للسياسة العرجاء الهوجاء الجاهلة التي مُورِست وتُمارس، وأتمنى إحصائية دقيقة لعدد القتلى والجرحى الذين يسقطون كل يوم في أكثر من مكان على أيدي قطاع الطرق أو من ضحايا القتل بالخطأ، نتيجة للاستخدام المفرط وغير المقنن للسلاح والعنتريات. لا بد علينا أن نعترف بأن كل شيء صار صعباً، لدى السواد الأعظم منا.. مهما أظهرنا، أو قل مثلنا بأن كرامتنا تسمو بنا عن الظهور بهيئة المنكسرين والمنهزمين الضعاف،ولا تمنعنا تلك الكبرياء من الانحناء أمام أحوالنا وكل مواقف الذل، ولحظات العطف والحسرة على الذات والآخر والوطن والأحلام المحطمة، والاعتراف – أيضاً. إن الثنائيات الصادمة والمتعبة أخذت تطغى على مفرداتنا وحياتنا، سواء في الإعلام، أم في المقايل والأسواق، وغيرها، ومنها عفاشي مشترك- إخواني، شمالي جنوبي، سلفي حوثي، مسرّجين عندكم أم مطفين، أضربوا عندكم أم رفعوا الإضراب، رفعوا القطاعات القبلية، أقاموا القطاعات القبلية، فجروا أنبوباً، أصلحوا أنبوب النفط، محطة مأرب الغازية خرجت عن الخدمة، محطة مأرب عادت للخدمة، الوحدة، الانفصال، وقعوا على الوثيقة، رفضوا التوقيع، كم أدوا لكم زلط، كم خصموا، الوزير مسافر، الوزير عاد، حل مجلس النواب، التمديد لمجلس النواب. اتفقت المكونات، اختلفت المكونات..تغير بنعمر، بقاء بنعمر، السعودية، إيران، وهكذا.. ناهيك عما يصاحب هذا كله من تحدث عن بعضنا بقدرٍ كبيرٍ من التهكم والابتزاز والتجريح والإلغاء، وكأننا خلقنا للاعتراض الجاهز،الجميع ضد الجميع، وضد الوطن وضد المستقبل، والجميع مشحونون بما يعادل طاقة كهربائية كتلك التي تضيء الحرم المكي، هنا نسمع خطاباً مظلوماً وهناك نسمع خطاباً لظالمٍ، متغطرسٍ فاسد. لقد مل الناس من السياسة والسياسيين وشعاراتهم، وملوا من الدجل والتزييف. والحديث عن الحريات والدولة المدنية، التي أثبتت الأحداث والحقائق أنها بعيدة عنا بعد الأرض عن مجرة "إندروميدا".. الناس اليوم يريدون أقوالاً وأفعالاً ملموسة،عن العدالة الاجتماعية ولقمة العيش، والتعليم والأمن..والتعايش.. والناس يريدون التوجه لمدينة كعدن، والحديدة والمكلا وتعز وهم آمنون على حياتهم وساعتهم اليدوية، وهواتفهم الجوالة، وأعراضهم وأحذيتهم وإطارات سيارتهم.. الناس بحاجة لتغيير هذا الواقع المحبط، ووقف نزيف الدماء في جبهات القتال المشتعلة هنا وهناك، ورفع القِطاعات القبلية من الطرقات والمدن والأسواق. نرجوكم خلصوا وحرروا ذهنيتنا من فكرة المؤامرة الداخلية والخارجية، حاولوا يا قيادات الأحزاب، وكافة المكونات أن تكونوا وطنيين مرة واحدة، وإنسانيين وكباراً ومترفعين عن الأمور الصغيرة التي تقدمكم كأقزام وصغار للداخل والخارج، وتفقد ثقة الناس بكم وبأي برامج ووعود تقدمونها. نرجوكم ابعدوا عنا شبح تلك المقولة القائلة : "لا شيء الآن يذبح بلطف كل ضحيةٍ تترك للطعن ".. ومارسوا السياسة بلطف وسموا،، واذبحونا بلطف وسمو أيضاً.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 12:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=15045