السبت, 07-يوليو-2012
شبكة أخبار الجنوب - اراء حره محمد عثمان - شبكة اخبار الجنوب -
عرف التاريخ السياسي أشخاصا مرموقين لعبوا أدوارا كبيرة في الحياة
السياسية من خلال جمعهم بين منصبين في وقت واحد، مثل ذو الرئاستين، وذو
الولايتين، وكذلك اشخاص جمعوا بين صفتين مثل رهين المحبسين..الخ

ويمكننا إطلاق صفة ذو المكتبين على الأخ سالم بن طالب، فهو معين رسميا
بقرار جمهوري مديرا لمكتب رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، وفي الوقت
نفسه يعمل سكرتيرا للشيخ حميد الأحمر دون أن يضطر للدوام في مكتب الشيخ.

كما يمكن القول إن كل ما يتعلق بجلسات مجلس الوزراء من محاضر وما يدور
فيها من مداولات وكل ما يدور في اللقاءات التي يعقدها رئيس الوزراء مع
رؤساء الوفود والسفراء وغيرهم لدى الشيخ حميد اطلاع تام بها، وكل أرشيف
مجلس الوزراء اصبح لدى الشيخ حميد صورة منه.. وكذلك ما يتعلق بقرارات
التعيين التي تصدر ومشاريع القرارات التي لا تزال قيد النظر.

ولما لا؟ فالصيد كله في جعبة مدير المكتب سالم بن طالب الذي يعمل
سكرتيرا للشيخ. ويبدو أن ذلك يتم بعلم ورضا باسندوة نفسه الذي يمن عليه
الشيخ بأنه هو من أوصله الى هذا المنصب.

على غير العادة أو التقليد الرسمي الذي كان سائدا أيام رؤساء مجلس
الوزراء السابقين، فأن مدير مكتب باسندوة يحضر جلسات مجلس الوزراء وتظهر
صورته في التلفزيون مبتسما ومتجهما أحانا وهو يتابع مناقشات الوزراء
ومداولات الجلسة باهتمام ويدون الملاحظات.

ومن خلال موقعه يتصرف مدير مكتب باسندوة بالقرارات التي تصب عنده وفقا
للعلاقات الشخصية ووفقا للمزاج. يحبس ويخفي قرارات تعيين ويدوخ أصحابها،
ويعلن ويطلق قرارات حتى أن أصحابها لا يعلمون بها إلا بعد نشر أخبارها في
الصحف. يحبط مشاريع تعيين ويجتهد بنفسه لإخراج قرارات أخرى. وفي كل
الأحوال يكون الشيخ حميد ثاني من يعلم بعد رئيس الوزراء طبعا، والثالث
قناة سهيل وصحف حزب التجمع اليمني للإصلاح.

إن هذا نموذج واحد للتدليل على عدم مصداقية رئيس مجلس الوزراء في ما
يدعيه عن الالتزام بالدستور والقانون وعدم مصداقيته في إدعاء الالتزام
بالعمل المؤسسي والدولة المدنية. فهذا السلوك الذي نقدمه كمثال يدل على
أن السيادة عنده للأشخاص. كما أن هذا يدلل على أن المسؤولية ليست أمانة.
فما يجري هو صورة صارخة لخيانة أمانة المسؤولية

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 10:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=11089